فصحى أم عامية؟.. كيف فكك توفيق الحكيم خلاف اللغتين للكتابة المسرحية؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الأديب توفيق الحكيم، الذي يوافق 9 أكتوبر 1898 م، وبهذه المناسبة نستعرض في التقرير التالي اللغة المسرحية التي دعا إليها صاحب “عودة الروح” للكتابة بها لحل الخلاف بين محبي الفصحى والعامية؟
وعُرف عن توفيق الحكيم ريادته في كتابة المسرحيات "الذهنية" التي تشغل التفكير، وتكون مملئة بالدلائل والرموز التي يمكن إسقاطُها على الواقع بسهولة، ولكن أي لغة كان يفضل الكتابة بها الحكيم؟
الفصحى أم العامية.. ما اللغة المسرحية التي دعا إليها توفيق الحكيم؟
كانت ومازال موضوع اللغة، محل فكر الكثير من الكتاب والمؤلفين منذ جيل توفيق الحكيم وحتى اليوم، وفي مقدمة مسرحيته "الصفقة"، قال الحكيم:"كانت ولم تزل مسألة اللغة التي يجب استخدامها في المسرحية المحلية موضع جدل وخلاف وقد كثُر الكلام حول العامية والفصحى، فاستخدام الفصحى يجعل المسرحية مقبولةً في القراءة، ولكنها عند التمثيل تستلزم الترجمة إلى اللغة التي يمكن أن ينطق بها الأشخاص".
ويحلل توفيق الحكيم استخدام اللغتين قائلًا: "الفصحى إذن ليست هنا لغةً نهائية في كل الأحوال، كما أن استخدام العامية يقوم عليه اعتراضٌ وجيه، هو أن هذه اللغة ليست مفهومةً في كل زمن ولا في كل قطر، بل ولا في كل إقليم؛ فالعامية إذن ليست هي الأخرى لغةً نهائية في كل مكان أو زمان.
ودعا الحكيم إلى لغة ثالثة، لغة خاصة يطوع يطوع فيها اللغة لأجل كتابته الإبداعية، موضحًا: كان لابد لي من تجربةٍ ثالثةٍ لإيجاد لغةٍ صحيحة لا تُجافي قواعد الفصحى، وهي- في نفس الوقت- ما يمكن أن ينطق الأشخاص ولا ينافي طبيعتهم ولا جو حياتهم.. لغة سليمة يفهمها كل جيل وكل قطر وكل إقليم، يمكن أن تجري على الألسنة في محيطها، تلك هي لغة هذه المسرحية".
وينسب إلى الحكيم محاولته لتطوير اللغة في الكتابة المسرحية، وإقدامَه على تطبيقها، ومحاولته في فن كتابة الرواية والقصة أيضًا.
من أبرز أعمال توفيق الحكيم
أثرى الحكيم المكتبة العربية، بالكثير من الأعمال الأدبية من الرواية إلى القصة القصيرة إلى كتابة المسرحية، التي استحوذت على الكثير من تفكيره، فمن أبرز أعماله: عودة الروح، ويوميات نائب في الأرياف، وعصفور من الشرق، وأهل الكهف، بجماليون، شهرزاد، وغيرها.