لماذا يصعب تجسيد مسرحيات توفيق الحكيم على خشبة المسرح؟
اشتهر الأديب توفيق الحكيم بكونه أحد رواد الرواية والمسرحية العربية، فعرف عنه تأسيسه للمسرح الذهني الذي يخلق عالمًا جديدًا للقارئ ملئ بالدلائل والرموز التي يمكن إسقاطُها على الواقع بسهولة وهو ما جعل لمسرحياته قيمة كبيرة في الأدب المصري والعربي.
ويحل اليوم 9 أكتوبر ذكرى ميلاد الأديب توفيق الحكيم، 1898، وبهذه المناسبة نستعرض في التقرير التالي، أهمية الحوار في مسرحياته ولماذا يصعب تجسيدها على خشبة المسرح؟
"الحوار" عند توفيق الحكيم قيمةً أدبيةً بحتة
سافر توفيق الحكيم، في شبابه، للدراسة القانون، ولكنه اتجه إلى الفن الأقرب إلى قلبه، درس الأدب المسرحي والقصصي، وتنقل ما بين المسارح الفرنسية والأوبرا، ومتحف اللوفر وبعدما عاد توفيق الحكيم من باريس إلى مصر، بدأ في كتابة نوعًا جديدًا من الأعمال المسرحية، قائلًا: "إن هدفي اليوم هو أن أجعل للحوار قيمةً أدبيةً بحتة، ليُقرأ على أنه أدبٌ وفكر".
ورأى توفيق الحكيم أن "الحوار" هو بطل أعماله المسرحية الأول، وهو وسيلته لصياغة أفكاره وما يدور بذهنه، وتعمق الحكيم في مسرحياته، لدرجة أن بعض النقاد لفتوا إلى صعوبةَ تجسيدها وتمثيلها على خشبة المسرح.
لماذا يصعب تجسيد مسرحيات توفيق الحكيم على خشبة المسرح؟
أجاب توفيق الحكيم في مقدمته كتابه بجماليون، عن تسأل البعض له: هل يمكن لهذه الأعمال أن تظهر كذلك على المسرح الحقيقي؟
فقال الحكيم: أما أنا فأعترف بأني لم أفكر في ذلك عند كتابة روايات مثل «أهل الكهف» و«شهرزاد» ثم «بجماليون»، ولقد نشرتها جميعًا ولم أرضَ حتى أن أسميها مسرحيات، بل جعلتها عن عمد في كُتب مستقلة عن مجموعة «المسرحيات» الأخرى المنشورة في مجلدين حتى تظل بعيدة عن فكرة التمثيل.
أضاف الحكيم: دُهشت وتخوفت يوم فكروا في افتتاح الفرقة القومية عند إنشائها برواية «أهل الكهف»، ولقد راجعت القائمين بالأمر عندما سألوني الإذن في تمثيلها، فلما طمأنوني تركتهم يفعلون دون أن أحضر تجربة من تجارب الإخراج، بل لقد لبثت ممتنعًا عن مشاهدة تمثيلها حتى آخر ليلة، فذهبت مخدوعًا بقول من قالوا إنها نجحت، فماذا رأيت؟! رأيت ما توجست منه: إن هذا العمل لا يصلح قط للتمثيل على الوجه الذي ألِفه أغلب الناس، فالممثلون يعرضون مواقف وأزمات لا يرى الجمهور أن مثلها مما يُكتب للمسارح لإثارة العواطف، لقد خرجت تلك الليلة وأنا أشك في عملي، وأومن بصواب رأي الناس.\