رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

المدفع.. قصة غسان كنفاني عن دم سعيد الحمضوني

غسان كنفانى
غسان كنفانى

المدفع واحدة من القصص البديعة للكاتب الفلسطينى الشهيد غسان كنفاني التى رصد فيها كيفية التحرر من براثن الاحتلال الجاثم فوق نفوس الشعب الفلسطينى بطريقتين:

الأولى تكمن فى السلاح الذى جاء فى شكل مدفع والثانية فى التضحية بالنفس وبذل الروح.
تفاصيل القصة 
يحكى غسان كنفانى فى قصته المدفع عن رجل فلسطينى يدعى سعيد الحمضونى ونلاحظ أن جل أبطال حكايات غسانى كنفانى كان اسمهم سعيد ربما أراد أن يقول أن كل من ولدوا قبل الاحتلال كان سعيدًا أو لتفاؤل كان فى نفسه يوحى أن رجال فلسطين سعداء برغم الاحتلال، لأنهم أصحاب الأرض التى ستتحرر يوما ما،  فمن عاش منهم كان مناضلا ومن مات فقد مات شهيدا. 

كان سعيد الحمضونى الشخصية الاهم فى قرية السلمة الفلسطينية ذلك لأنه كان واحدا من المناضلين عام 1936 فهو رجل له تاريخ، كما انه استطاع أن يشترى مدفعا لمقاومة المحتل واحتار الناس فى قرية السلمة من اين اشترى سعيد الحمضونى مدفعا من طراز ماشينغن. 

فالتبرعات التى كان يجمعها من أهل القرية لا تكفى، لكن فرحة أهل القرية بالرشاش كانت هى الأهم بالنسبة لهم فهذا الرشاش يعد مصدرا للأمان من هجمات الصهاينة. التى كان يصدها سعيد وبعض شبان القرية بهذا المدفع. 

هنا ينتقل بنا غسان كنفانى إلى مرحلة جديدة فى حياة سعيد الذى وهن على حين غفلة واصفر وجهه ولم يعد قادرا على الوقوف فى الوقت الذى تسلل بعض جنود العدو الى القرية من ناحية الشمال فهرع إليه شبان القرية ليخبرهم عن مكان المدفع فخرج معهم الى الجبل متحاملا على نفسه وعلى اكتافهم ولما وصل إلى المدفع بدأ يستدعى قوته فيضرب المتسللين فرجعوا.

نهاية القصة 
فى بداية القصة طرح اهل القرية سؤالا من أين جاء سعيد الحمضونى بثمن الرشاش ؟

ثم غافلنا غسان كنفانى فدخل بنا إلى تفاصيل الحكاية كى ينسينا السؤال، لكنه باغتنا فى نهاية القصة بالإجابة التى جاءت على لسان سعيد الذى قال للمقاومين من حوله:  لى بعض النقود فى مستشفى السل القريبة منا وهى ثمن الدم الذى بعته لهم ولم أقبض ثمنه فهذه طريقتهم فى كل مرة يتأكدون من نقاء الدم ثم يعطونى ثمنه.

ثم قال مستغربا لا افهم كيف سيلوث الدم كل أسبوع ونصف ؟وهذا يعنى أنه يبيع جزء من دمه كل عشرة أيام، ثم قال سعيد هو واولاده يفعلون هذا منذ شراء المدفع، لانهم يريدون ان يدفعوا ثمنه لرجل اشتراه منه فى يافا بالتقسيط. 

كما نلاحظ ان غسان كنفانى بين فى عبارة عابرة أن ابن سعيد مات منذ فتره مما يعنى انه مات بسبب نقص الدم. بعد ان باع دمه ليسدد مع والده ثم المدفع.

وأنهى كنفانى قصته بوفاة سعيد الحمضونى وهو يقاوم فشيعته القرية تشييعا يليق به.

الهدف من القصة 
أراد غسان كنفانى ان يقول ان تحرير الارض يلزمه السلاح وبذل النفس.