من روائع الادب العالمى
"القميص المسروق".. قصة غسان كنفانى عن العملاء ولصوص القوت
القميص المسروق، واحدة من القصص الشيقة للكاتب الفلسطينى غسان كنفاني، الذى سخر قلمه لخدمة وطنه، فكانت حروفه عبارة عن مدافع فى وجه المحتل، الذى لم يحتمل سخونة كتاباته فاغتاله بصحبة بنت أخته فى بيروت عام 1972.
من يمعن النظر فى مؤلفات غسانى كنفانى يعرف أن كتاباته موجعة للمحتل ليس لشعارات رنانة فى سطوره، فهو أبعد ما يكون عن ذلك، لأنه أديب محترف فلم يكن مباشرا فى كتاباته، بل كان يتغلغل إلى النفس من الداخل فيجعل القارئ ايا كان نوعه أو جنسه أو دينه واحدا من شخوصه، يشعر بمظلومية الشعب الفلسطينى،الذى هجر من وطنه فاصبح شريدا فى بلاد الله بينما امتلك الأجنبى أرضه وبيته وانتهك حرمات من بقى فى وطنه.
تفاصيل القصة
فى قصة القميص المسروق يأخذنا غسان كنفانى إلى عالم ٱخر، عالم العوز والحاجة التى جعلت بطل القصة أبو العبد المقيم فى خيمة قريبة من مخازن الاونوروا يحفر خندقا من خيمته إلى مخازن الاونروا كى يسرق كيس طحين، يسد به رمق زوجته وأبنه عبد الرحمن ولا غضاضة إن سرق عشرة أكياس فيبيعها ليشترى لأبنه قميصا جديدا.
وبينما هو يحفر فى ظلمة الليل تحت المطر الشديد فوجئ برجل قمىء يدعى ابو سمير كان ابو العبد يعرفه جيدا ويعرف ثقل ظله وسوء اخلاقه فهم أبو سمير ان أبو العبد يحفر كى يصل إلى مخزن الاونروا، فعرض عليه ان يعمل معه لصا فيسرقا اكياس الطحين باتفاق مع الحارس حتى يصلا بالطحين لرجل أمريكى يتبع وكالة الاونروا فيبيعه فى السوق السوداء.
فهم ابو العبد لماذا يقولون فى الوكالة لقد تأخر الطحين فنظر إلى ابى سمير بإزدراء ولكنه تذكر قميص عبد الرحمن وحاجة زوجته للخبز فقرر ان يوافق اللص لكنه لم يستطع ان يكون هذا الرجل الذى يسرق قوت قومه، فرفع فأسه واجهز على أبى سمير ثم رجع لزوجته وقال لها لن يتأخر الطحين مرة أخرى.
الهدف من القصة
غسان كنفانى أراد أن يقول إن هناك عملاء ومنتفعون يتغذون على أجساد الموتى ولابد من تطهير الوطن منهم، وبالقطع كان أبو سمير نموذجا للفساد الداخلى ومثالا حقيرا لكل العملاء.
كتب غسان كنفانى قصته وهو لا يعلم أن هؤلاء العملاء هم من سيرشدون العدو ليفجر سيارته فى بيروت عام 1972
فيلقى ربه شهيدا.