الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيسان سرجيوس وباخوس الشهيدان
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيسان سرجيوس وباخوس الشهيدان، وهما جنديّان باسلان. رافقا ملكهما في حروبه فخاضاها بكلّ بسالةٍ وإقدام، حتّى جعلهما الملك من حاشيته، مقرّبين منه. في عيد الأصنام دعاهما الملك لمشاركته في تقديم الذبائح والبخور أمام الآلهة فرفضا ذلك معلنَين إيمانهما بالمسيح. فغضب الملك وأمر بنزع ثيابهما العسكريّة وإلباسهما ثيابًا نسائيّة للهزء والسخرية. فصبرا على هذه الإهانة حبٌّا بالمسيح.
ثمّ أرسلهما إلى القائد أنطيوخُس الذي حاول أن يتملّقهما فلم يُفلح. عندئذ أمر بجلد باخوس جلدًا وحشيٌّا إلى أن أسلم الروح بيد خالقه. أمّا سركيس فقد تعزّى ليلاً برؤية صديقه يتمتّع بالسعادة الأبديّة. وفي اليوم التالي، دُفع للسير بحذاءٍ وضعت فيه مسامير مسنّنة فتحمّل العذاب القاسي، إلى أن قُطِع رأسه بالسيف فنال إكليل الشهادة سنة 307.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد اقترب الوقت الذي أُمَجَّد فيه أمامكم جميعًا... هذا ما قاله الرّب يسوع مضيفًا: "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا"... وبعد أن أعلن هذه النبوءات بشأنه الخاص، توجّه الرّب يسوع لتلاميذه، فدعاهم للإقتداء به: "مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة". وكأنّي به يقول لهم: بعد كلامي هذا، لا ينبغي أن تشكّل آلامي صدمة لكم، ولا أن يكون كلامي الذي سوف تثبته الأحداث القادمة موضع شكّ لكم، إنّما عليكم من الآن وصاعدًا أن تكونوا مستعدّين لأن تتحمّلوا الآلام نفسها لكي تحملوا ثمارًا مماثلة. فالمعادلة واضحة: فمَن اهتمّ بهذه الحياة الدنيويّة سوف يخاف الدخول في الاختبارات وسوف يخسر نفسه في الحياة الجديدة؛ ومَن اختار الانفصال عن هذا العالم الحاضر وهو يعيش فيه، ودخل في الآلام، سوف يخرج منها منتصرًا ومحمّلاً بالثمار الوافرة.
استطرد الرّب يسوع قائلاً: "مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني". فإذا أراد أحدكم أن يكون خادمًا لي، فليظهر في أعماله أنّه يريد اتّباعي. يمكننا أن نسأل الربّ: ما الذي يمكن أن يجنيه مَن يشاركك في آلامك؟ أجابنا يسوع: "وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي". إنّ مَن يشاركني آلامي سوف يشاركني مجدي. سوف يكون معي للأبد في العالم الآتي، ويفرح معي في الملكوت السماوي. هكذا يكرم أبي مَن يخدمني بإخلاص!