تعرّف على القنابل الخارقة للتحصينات المستخدمة فى اغتيال حسن نصرالله
في ليلة السابع والعشرين من سبتمبر 2024، قصفت القوات الجوية للاحتلال الإسرائيلي منطقة مبنية في جنوب بيروت. وهاجمت الطائرات من طراز إف-15 إي سترايك إيجلز في موجات متتالية، وألقت ثمانين قنبلة على أربعة مبانٍ سكنية شاهقة الارتفاع على الأقل؛ لـ اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، الذي كان يعقد في هذا الوقت في مجمع حصين وعميق تحت الأرض، اجتماعًا للقيادة العليا رفقة كبار من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وفقًا لبعض الروايات.
كانت القنابل من نوع "مدمرات المخابئ" الثقيلة. وأدت الانفجارات التي أضاءت السماء لأميال إلى انهيار المباني، واخترقت مجمع المخابئ، وأبادت الحاضرين في الاجتماع. وقد تم تأكيد مقتل نصرالله في بيان رسمي لحزب الله.
خلف الهجوم، انهيار أربعة مبانٍ على الأقل في المدينة بالكامل. ولا توجد حصيلة نهائية للضحايا، ولكن بعض التقارير قدرت ألف شخص على الأقل قُتلوا.
أبلغ كبار الضباط الإسرائيليين حينها لصحيفة نيويورك تايمز أن 80 قنبلة استخدمت في الهجوم. وفي هذا الصدد، تضاربت التقارير؛ إذ بعض الروايات أفادت بأن 80 طنًا من القنابل أسقطت على المنطقة المستهدفة. والبعض الآخر أفاد بأن 80 قنبلة تزن ألفي رطل أسقطت على المنطقة المستهدفة.
قالت شبكة "سي إن إن" وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية، إن إسرائيل استخدمت قنابل MK 84 وقنابل BLU-109، أمريكية الصنع والتي يبلغ وزنها 2000 رطل، لقتل زعيم حزب الله، واصفة إياهما بـ"الأسلحة الخارقة للتحصينات".
وأوضحت وسائل الإعلام الأمريكية أنه يمكن أن يتسبب استخدامها في وقوع خسائر بشرية كبيرة جزئيًا بسبب النطاق الهائل لتأثيرها؛ إذ يصل انفجار السلاح، أو دائرة التفتيت المميتة - وهي منطقة التعرض للإصابة أو الوفاة حول الهدف - إلى 365 مترًا (حوالي 1198 قدمًا)، أو ما يعادل 58 ملعبًا لكرة القدم.
إذن.. ما هي قنابل MK-84 وقنابل BLU-109؟
وفق مجلة SOFREP فإن القنابل من نوعين MK-84 وBLU-109، كلاهما مزود بمجموعات قنابل ذكية (JDAM موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي) لتوجيه ضربات دقيقة، وكلا الرأسين الحربيين بهما يبلغ وزنهما الإجمالي نحو 2000 رطل.
وأوضحت المجلة أن قنبلة MK-84 تحتوي على 965 رطلًا من المتفجرات، بينما تحتوي قنبلة BLU-109 على 535 رطلًا من المتفجرات، ما يعني أن عبارة "تم استخدام 80 قنبلة تزن ألفي رطل" أكثر منطقية من عبارة "تم استخدام 80 طنًا من القنابل".
أشارت المجلة أيضًا إلى أن قنبلة BLU-109 تتمتع بقدرة اختراق أفضل من قنبلة MK-84 على الرغم من أن الأخيرة تشتهر أيضًا بقوة تدميرية كبيرة وتخلق موجة ضغط تفوق سرعة الصوت عند الانفجار.
ولفتت إلى أن موجة الضغط التي تخلفها قنبلة MK-84 قوية لدرجة أنها يمكن أن تهدم المباني وتسبب إصابات مميتة في دائرة نصف قطرها 350 مترًا.
وبحسب الأمم المتحدة يمكن للانفجار الناتج عن تفجير قنبلة MK-84 أن يمزق الرئتين ويمزق الأطراف ويفجر تجاويف الجيوب الأنفية.
استخدمت إسرائيل قنابل MK-84 من قبل في مذبحة خيام المواصي بخان يونس جنوب غزة. كما استخدمتها الولايات المتحدة لأول مرة أثناء حرب فيتنام، ثم العراق وأفغانستان.