فى ذكرى انتصارات أكتوبر وعام على طوفان الأقصى.. مصر والقضية الفلسطينية
نعيش فى تلك الأيام الخالدة من شهر أكتوبر الذكرى 51 لانتصارات أكتوبر المجيد.. يوم الكرامة والبطولة التى سطرها الجيش المصرى بأحرف من نور ودماء ذكية؛ دفاعًا عن الأرض والعِرض، واسترداد سيناء من الصهاينة وتحرير التراب الوطنى.
فى ٦ أكتوبر من كل عام، تمر تلك الذكرى العظيمة التى أثبتت فيها مصر أمام العالم أنها لا تنكسر، وإرادة جيشها وأبنائها لا تلين.. توافرت الإرادة والقيادة والخطة، فكان النصر المبين؛ فى معجزة عسكرية شهد لها العالم كله.
وتتزامن تلك الأيام المجيدة مع مرور عام على عملية طوفان الأقصى، التى قامت بها حماس فى 7 أكتوبر من العام الماضى.. فى هذا العام لم تتأخر مصر عن القضية الفلسطينية، ووقفت حجر عثرة أمام مخططات إسرائيل بتهجير الفلسطينين إلى سيناء، وتفريغ القضية من مضمونها وإرسالها إلى الأبد إلى متحف التاريخ.
وكما تحملت مصر بمفردها أعباء الحروب المتوالية ضد إسرائيل دفاعًا عن القضية والقدس أولًا، ثم نجاحها فى تحرير سيناء التى خسرتها بسبب وقوفها ضد إسرائيل ودفاعًا عن الأراضى المحتلة، فإنها أيضًا تحملت بمفردها ضغوطًا وشائعات وتشويهًا وخسائر اقتصادية منذ عملية طوفان الأقصى، وظلت صامدة تمارس سياسة هادئة داعمة لغزة، ما دعا إسرائيل إلى اتهام مصر أكثر من مرة بأنها لا تلعب دور الوسيط، وبأنها منحازة للفلسطينيين، ما يؤكد أن مصر لن تتخلى لا فى الحرب ولا فى السلم، ولا حتى فى الوساطة عن القضية الفلسطينية.
والآن كل ما نراه من أحداث لن يؤدى إلا إلى الطريق الذى حددته مصر بضرورة التسوية السلمية ووقف إطلاق النار.
البعض يعتقد أننا ذاهبون لحرب إقليمية بين معسكر إسرائيل، ومعسكر إيران، ولكن بنظرة منطقية وتحليلية للأحداث، فإن الطرفين لا يبارحان مكانهما فى خندق حفظ ماء الوجه.. إسرائيل تغتال نصرالله، فترد إيران بضربة، تتبعها ضربة من إسرائيل وينتهى الأمر، ويكون كل حزب بما لديهم فرحون.
وهنا تأتى التحذيرات المصرية المتكررة من عدم توسيع الصراع فى الشرق الأوسط وتداعياته الخطيرة.
تبقى حرب أكتوبر هى الحرب الحقيقية التى انتصر فيها العرب بقيادة مصر، أما ما يحدث الآن فهو صراع مصالح فى الأساس من الجانبين.. إيران تريد الحفاظ على نفوذها وأذرعها فى المنطقة وفرض الهيبة حماية لأمنها القومى وبرنامجها النووى، وإسرائيل ترغب فى تدمير أى مقاومة على حدودها الشمالية فى لبنان وجنوبها فى غزة.
منذ حرب أكتوبر لم تشتبك أى قوى مع إسرائيل على الأرض، وفى هذه الحرب الدائرة لن تبقى إلا مناوشات الصواريخ والطائرات وردود متبادلة لحفظ ماء الوجه.
الحكمة المصرية حاضرة وتسير بخطى ثابتة لتجنيب الوطن ويلات التورط، وسط حزام نارى يلتف حول حدودنا من كل الاتجاهات؛ فى مرحلة من أصعب المراحل التى مرت علينا جميعًا.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها