رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلم والدين.. هل يمكن أن يتعارضا؟ …علماء يجيبون

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 

أثيرت عدة تساؤولات، خلال الفترة الأخيرة حول، موضوع العلم والدين، وهل يمكن أن يحدث تعارض بينهما أم لا،؟.. "الدستور" تناقش هذه الإشكالية المتعلقة بالعلم والدين وكيف أنهما يكملان بعهضما البعض، ولايوجد أى تعارض بينهما حسبما أكد عدد كبير من العلماء .

 

الدين وعلاقته بالعلم 

 

وقال دكتور أيمن ابوالخير من علماء وزارة الاوقاف، لـ"الدستور"  إن الإنسان الذى يكون لديه إلتزام دينى، يسخر العلم فى جلب الخير لمجتمعه وبيئته المحيطة، أم الإنسان الذى لايكون لديه أى قدر من الدين أو الإلتزام به يسخر علمه لتدمير البشرية وخراب المجتمع الذى يعيش فيه، وهنا تظهر العلاقة بين العلم والدين فالأثنان يفيد بعضهم الآخر ولذلك وجب علينا تعريف الاجيال الحالية بالدين والعمل على تقوية هذا الجانب الهام فى حياة الإنسان.

 

حقيقة وجود تعارض بين العلم والدين 

 

وأضاف الدكتور أحمد الطرهونى من علماء  الأزهر الشريف، أنه لا يوجد تعارض بين العلم والدين، فالدين جاء يدعو إلي العلم في كثير من آيات القرآن الكريم،ومنها على سبيل المثال "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، والله سبحانه لم يأمر سيدنا محمد بالتزود من شئ إلا العلم فقال تعالى "وقل ربي زدني علما"، وما رفع الله سيدنا  ادريس مكانا عاليًا الا بالعلم، وقال تعالى "ورفعناه مكانا عليا".

 

وتابع " الطرهونى " فى تصريحات لـ"الدستور":  قائلا: وما فضل الله سيدنا آدم على الملائكة الا بالعلم، فمن خلال هذه الآيات نستطيع أن نقول بالتوافق التام والإنسجام الكامل بين العلم والدين وعدم وجود أي تعارض بينهما، ويتضح هذا ايضا من خلال الأمر الإلهي  بالتساؤل والتدبر في الخلق والكون والظواهر الكونية المختلفة، ولقد أثني الله -سبحانه وتعالى- على الذين يتفكرون ويتدبرون في خلقه وفي الكون المسطر، ويعتبرون بها ويعتبرون منها قال تعالى ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾.

وأضاف: قال صاحب تفسير الجلالين " إن في خلق السماوات والأرض» وما فيهما من العجائب «واختلاف الليل والنهار» بالمجيء والذهاب والزيادة والنقصان «لآيات» دلالات على قدرته تعالى «لأولي الألباب» لذوي العقول، ويدل على هذا ايضا من ان إعمال العقل يحتاج إلى طرح الأسئلة وإثارة العقل وإشكالات البحث التي تحتاج إلى جواب، فلا حدود أمام العقل في طرح ما يراه من إشكالات وأسئلة، فإن أدى إلى اكتشاف أو صناعة شيء فإننا نؤيده ونشجعه.

 

العلاقة بين العلم والدين والدعوة إلى الله 

فى سياق أخر، قال الدكتور محمد أرشد، إنه لايوجد أى تعارض بين العلم والدين، فطالب العلم يجمع بين الأمرين؛ بين الدين والعلم، وبين العمل وبين الإصلاح بين الناس والنصيحة، لا يقف عند حد، لكن على قدر طاقته على وجه لا يشغله عن الواجب، فهو طالب علم وهو داعية إلى الله، وهو ناصح، وهو معلم أيضًا، ومصلح بين الناس يكون له آثار صالحة، وطالب العلم -خصوصا الطالب في كلية الشريعة، وكلية أصول الدين، أو في حلقات المشايخ- يجب أن تكون عنده همة عالية، فلا يقتصر على شيء دون شيء، بل يجتهد في كل خير حسب علمه وقدرته؛ فهو مع المصلحين ومع الدعاة، ومع المعلمين ومع الناصحين، ومع الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

وأوضح " ارشد" لـ"الدستور" أنه  هكذا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان، يدخلون في كل شيء مما ينفع الناس، ولايستخدمون العلم فى إلحاق الضرر،  ولا يتأخرون عن شيء فيه خير للناس، حتى فيما يتعلق بالأمور الأخرى الدنيوية؛ كالطب والهندسة وغير ذلك مما ينفع الناس -إذا أمكنهم أن يكون لهم نصيب فيها، بحسب الطاقة والعلم- فلا يشغله عن الأمر الأهم ما دونه، بل يبدأ بالأهم فالأهم حسب الطاقة، مع إخلاص النية والصبر.