“البحوث الإسلامية”: الأزهر لم يأل جهدًا فى استحقاق الصم نصيبهم من الخطاب الدعوى دون وسيط
نظم مجمع البحوث الإسلامية اليوم بالأزهر الشريف احتفالًا بالجامع الأزهر بمناسبة اليوم العالمي للصم، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وإشراف عام وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وإشراف تنفيذي الدكتورة إلهام شاهين الأمين المساعد لشئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، وإعداد الواعظة منى عاشور المدرب والمترجم المعتمد بلغة الإشارة، وذلك في إطار اهتمام الأزهر ودعمه للمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
عقد الاحتفال بحضور د. محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، د. سلامه داود رئيس جامعة الأزهر، د. إلهام محمد شاهين الأمين المساعد لشئون الواعظات، د. محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، د. حسن الصغير، مساعد الأمين العام للبحث العلمي والمشرف على لجان الفتوى بالأزهر.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. محمد الجندي، في كلمته بالاحتفال، إن هذه الفعالية الإنسانية تتناغم مع مبادرة الدولة المصرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، مضيفًا أن الأزهر الشريف لم يأل جهدًا في استحقاق الصم نصيبهم من الخطاب العادي والدعوي دون وسيط، فقد أصبح متاحا لما يربو عن سبعة ملايين أصم فى مصر أن يسأل ويجد من يجيب.
وأضاف الجندي أن الخطاب الدعوي والمعرفي يجب أن يصل للجميع، وذلك بتوفير بدائل ابتكارية تتناغم مع مستوى المشكلة التي تحول بين الخطاب واستيعابه، فليس معنى أن هناك من يعانى مشكلة ما تحول دون فهم التواصل البشرى المعتاد، أن نتجاهل وجوده، مشيرًا إلى أنه تحت قبة الأزهر الشريف يطلق الأزهر بقيادة فضيلة الإمام الأكبر رسالته ليعبر عن رؤيته التنفيذية في معالجة هذه المعضلات وتكسير حواجزها التي تحول بينهم وبين إحساسهم بوجودهم، ومشاركتهم في الإرث الوجودي على هذه البسيطة، وهو ما عدَّه الأزهر جزءًا من المسئولية المجتمعية والدينية والوطنية نحو هؤلاء، والصم والبكم لهم حق الدعوة وفهم أحكام دينهم كاملًا غير منقوص عبر ابتكار وتطويع وسائل وأساليب تناسب ظروفهم لا بتهميشهم وحرمانهم من فهم دينهم عقيدة وأوفقها وأخلاقا وسلوكًا وفكرًا.
وأوضح الأمين العام أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لا يتجاهل إخواننا ذوي الهمم عمومًا والصم بشكل خاص، فرسالة الأزهر الشريف في تثقيف كل أفراد المجتمع ومن بينهم ذوو الهمم جزءا لا يتجزأ من رسالته التى يضطلع بها سواء على المستوى المحلى أو الدولي، ويأتي تفسير رسالة الأزهر الشريف ممثلًا على أرض الواقع تمثيلًا تنفيذيًا بتدريب وتأهيل الواعظات على لغة الإشارة حتى يصبحن بالتدريج على كفاءة عالية تمكنهم من مرونة التواصل معهم، والأزهر الشريف يدعم ذلك بالتدريب التصاعدي واقعًا وافتراضيًا ليتمكن الصم من طرق أبواب عالم المعرفة التي تهيؤهم للوصول إلى أجوبة عن تساؤلاتهم وتوضيح إشكالاتهم.
وأشار الجندي إلى أنه في كثير من الأحيان يحتاج المبدعون من الصم وغيرهم لمنصات يتحدثون فيها، وهم أناس نجحوا وأصبحوا نموذج فخر وإجلال، والأزهر الشريف من خلال دوره الشرعي والوطني يحفزهم ويأخذهم نحو مزيد من الصعود والنجاح، ومن ثم أصبحوا شعلة أمل لكل من أبصر طريقهم للنجاح كيف كان صعبًا، نحن بحاجة لمثل هذا الإلهام وذاك الأمل، ذاكرًا عددًا من العظماء من هذه الفئة الحبيبة لمع نجمهم في ظل الإسلام.