وحدة "حوار" بدار الإفتاء: العقل يدرك وجود الله وأدلة قاطعة تؤكد صفاته
قال طاهر زيد، مدير وحدة حوار بدار الإفتاء المصرية، إن العقل يستطيع أن يصل بالبحث والتأمل لوجود الله عز وجل، وأن هذا الإله لا بد أن يكون متصفًا بصفات الكمال ومنزّهًا عن النقص، أما معرفة الله عز وجل ليست في نطاق عمل العقل ولا طاقة للعقل في إدراكها، بل إن الإنسان المسلم عرف الله عز وجل بما أخبره الله به في كتابه العزيز.
وأضاف لـ"الدستور"، أن هناك فارقًا بين أن يحصل للعقل البشري يقين في وجود خالق، وبين المعرفة بهذا الخالق التي هي خارج نطاق العقل البشري. ولكن من أين استمد الإنسان المسلم هذا اليقين في وجود خالق لهذا الكون يتصف بهذه الصفات، يقدم علماء المسلمون العديد من الأدلة على وجود الله:
1- دليل الإمكان.
2- دليل الحدوث.
3- دليل العناية ودليل النظام.
وفي دليل الإمكان أوضح مدير وحدة حوار بدار الإفتاء، أن العقل لا يدرك من الصفات الموجودة للأشياء إلا الوجود، ومعنى الوجود: "هو ما يقابل العدم"، وله أحكام ثلاثة: فإما أن يحكم العقل على شيء بأنه ضروري الوجود-أي لا يقبل العقل أن يكون معدومًا- ويسمى بالواجب، فيقول: "إن الله واجب الوجود" أي لا يقبل العقل أن يكون معدومًا، وإما أن يحكم العقل على شيء ما بأنه ضروري العدم-أي لا يقبل العقل أن يكون موجودًا- ويسمى بالمستحيل، فيقول: "إن وجود الإنسان في مكانين في وقت واحد محال عقلًا" فالأدلة العقلية لا تقبل أن يكون لشريك الباري وجود.
وأضاف:"أن يحكم العقل على شيء ما بأنه يتساوى فيه الوجود والعدم، ويسمى بالممكن، فهذا العالم بما يحويه من موجودات يتصف بالوجود والعدم وهذا يسمى عند فلاسفة المسلمين بالممكن فالعالم ممكن الوجود".
وعن دليل الحدوث، قال إن كان الدليل السابق يبدأ من العقل وذلك بمعرفة أحكام العقل، واحتياج الممكن-الذي هو من أحكام العقل- لمرجح لترجيح وجوده على عدمه، فإن دليل الحدوث يبدأ من العالم فيجد أن هذا العالم يتصف بصفة لازمة له لا تفارقه وهي التغيّر، فإن الإنسان في وجوده يتغير كل يوم فصفاته تتغير مع تغير الزمان، مما يدل على كونها أمرًا حادثًا عليه لم تكن معه حين مولده ثم ظهرت عليه، وهي تسمى صفة حادثة وهذا الحدوث لا بد له عقل من محدث؛ لأن العقل يقضي بأنه لا بد لكل حادث- مصنوع، مخلوق- من محدث-صانع، خالق-.
وفي الأمر الثالث وهو دليل العناية والنظام، أوضح أنه إحكام الصنعة في هذا العالم، فكل من ينظر ويتدبر في هذا الكون يرى فيه الإبداع والإحكام في الصُّنع يدل على وجود مُبدع قادر حكيم وأن هذا الإبداع في هذا العالم يُرى فيه وجه عناية ورعاية لهذا الإنسان على وجه الخصوص فيقر ويوقن بصانع حكيم لهذا العالم وبرعاية وعناية للإنسان تظهر في هذا الكون؛ لأنه لو لم يكن هناك نظام لكان الكون عشوائيًا وهو ما تحبطه وتقدح فيه أدلة العلم الحديث ومشاهدات الإنسان على مرّ العصور فينقدح في نفس الإنسان أن هذه العناية وهذا الضبط والنظام لا يكون إلا لقادر عليها والقدير في هذا كله هو الله سبحانه وتعالى "صنع الله الذي أتقن كل شيء".