التحية واجبة لمصر
مع بدء سريان وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التى استمرت لما يزيد على ١٥ شهرًا، لا بد من توجيه التحية الخالصة إلى الدولة المصرية، قيادة وشعبًا، على الموقف العظيم الوطنى الذى قامت به من أجل وقف هذه الحرب البشعة، وأهمية إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب. فى الحقيقة مصر بذلت جهودًا واسعة منذ اندلاع الحرب فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ حتى الآن؛ من أجل تفويت الفرصة على الصهيونية- الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية. فالموقف المصرى العظيم سيسجله التاريخ بحروف من نور على هذا الدور الكبير الذى لعبته القاهرة حتى وقف إطلاق النار. ولم تكتف مصر بهذا الأمر، بل قامت مع سريان وقف الحرب بإرسال مساعدات إنسانية ضخمة بشكل لم يسبق له مثيل إلى القطاع المدمر والمنكوب.
لم تتردد مصر قط عن القيام بدورها الريادى فى دعم القضية الفلسطينية والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى الشقيق، فمنذ عقود طويلة، ظلت مصر حارسة للأمن القومى العربى، وساعية دائمًا لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة. وفى كل مرة اشتعلت نيران الحرب فى قطاع غزة، برزت مصر كوسيط أمين، تبذل قصارى جهدها لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين الأبرياء، إن هذه الجهود المصرية النبيلة تتجاوز أبعادها الإنسانية لتصل إلى عمقها السياسى، فهى تعكس إيمان مصر الراسخ بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، والعيش فى سلام وأمان على أرضه، كما أنها تعزز من مكانة مصر كقوة إقليمية فاعلة، قادرة على لعب دور محورى فى حل النزاعات، وبناء جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة. إن دعم مصر القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضامن العربى، والعلاقات الأخوية التى تربط الشعبين المصرى والفلسطينى. وفى كل مرة تثبت مصر للعالم أجمع أنها شريك حقيقى فى معاناة الشعب الفلسطينى، وأنها لن تدخر جهدًا فى سبيل تحقيق تطلعاته المشروعة فى الحرية والاستقلال.
إن مصر حارسة السلام، وقلب العروبة النابض، أثبتت للعالم أجمع أنها القلعة الحصينة التى لا تتوانى عن الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية. وفى كل مرة اشتعلت نيران الحرب فى المنطقة، برزت مصر كوسيط أمين، تبذل قصارى جهدها لإنهاء الصراع وإعادة السلام والاستقرار، ففى أحدث جولات العنف، برز الدور المصرى الحاسم فى وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، حيث لعبت القاهرة دورًا محوريًا فى التوسط بين الأطراف المتحاربة، والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. إن هذه الجهود المصرية المشكورة ليست وليدة اللحظة، بل هى امتداد لتاريخ طويل من الدبلوماسية الناجحة، والمسئولية العربية، والتضامن مع القضايا العادلة. فمصر ليست مجرد دولة، بل هى رمز للأمل والوحدة فى عالم متشابك ومتأزم. إننا نحيى مصر قيادة متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشعبًا على هذا الدور البطولى، وندعو الله أن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفقها فى مساعيها النبيلة لخدمة القضايا العربية والإسلامية.
لقد دأبت مصر، بصفتها راعيًا إقليميًا رئيسيًا، على لعب دور مهم فى تخفيف المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة، ففى كل مرة تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا، تسارع القاهرة بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة لسكان القطاع، وذلك إيمانًا منها بحق الشعب الفلسطينى فى العيش بكرامة. وفى أعقاب آخر جولات القتال، قدمت مصر، بجهود حثيثة من مؤسساتها الحكومية والخاصة، مساعدات ضخمة شملت المواد الغذائية والأدوية والوقود ومستلزمات الإيواء، وذلك بالتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية، وقد أسهمت هذه الجهود المصرية فى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية التى يعانى منها سكان غزة؛ جراء الحصار الإسرائيلى المستمر والحروب المتكررة، كما عززت من مكانة مصر كقوة إقليمية فاعلة تسعى إلى تحقيق الاستقرار والسلام فى المنطقة. وتأتى هذه المساعدات تأكيدًا على عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين الشعبين المصرى والفلسطينى.
وللحديث بقية.