نسيج نسوى.. قصة نجاح
فى يوم الأربعاء الموافق الخامس عشر من يناير 2025 عقدت «مؤسسة تدوين لدراسات النوع الاجتماعى» مؤتمرًا تحت عنوان «نسيج نسوى- قصة نجاح»، وسط حشد من ممثلى الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدنى من عدد من محافظات مصر، وصحفيين وإعلاميين. وتم عرض عدد من التجارب الناجحة لعدد من المبادرات النسائية، التى تعمل على مناهضة العنف والتمييز القائم على النوع.
فى إطار تنشيط وتقوية العمل فى المجتمع المدنى، بدأ منذ فترة العمل والتشبيك والتعاون بين منظمات المجتمع المدنى من مؤسسات، وجمعيات أهلية «تنموية وخدمية»، ومراكز حقوقية ونقابات وروابط، بالإضافة إلى الأحزاب، وذلك لتحقيق أهدافها عن طريق عمل رأى عام قوى وضاغط، من أجل تحقيق مطالب ومصالح جميع فئات الشعب، خاصة المهمشين والمظلومين والفقراء، ومن أجل مناهضة التمييز، ومن أجل مناهضة العنف ضد المرأة، ومن أجل إرساء دولة القانون والمساواة.
ومن التجارب الناجحة التى عملت من خلال حملات تضم أكبر عدد من المنظمات وتجمعها حول هدف، ويتم وضع خطة زمنية مع آليات لتحقيق هذا الهدف، تجربة «نسيج نسوى»، وهى التشبيك بين عدد من المبادرات النسوية و«مؤسسة تدوين لدراسات النوع الاجتماعى» ومديرتها التنفيذية الدكتورة أمل فهمى، وهى التجربة التى تم عرض نتائجها وقصص نجاحها من خلال ممثلين عن المبادرات النسوية بقيادة الدكتورة نائلة أحمد رفعت، استشارى «تدوين لدراسات النوع الاجتماعى»، والتى عملت مع المبادرات النسوية وخاضت معها التجربة فى عدة محافظات مصرية: «القاهرة والإسكندرية والجيزة والبحيرة وأسيوط والمنيا وأسوان وسيناء وقنا والفيوم».
تنوعت هذه المبادرات فى طرق عملها، ويجمعها معًا هدف رئيسى؛ وهو مناهضة العنف الأسرى والمجتمعى ضد المرأة «النفسى والبدنى والجنسى» من أجل مجتمع خالٍ من العنف والتمييز القائم على النوع.
وتم العمل معًا بين هذه المبادرات بالتعاون مع مؤسسة تدوين، على أساس التعلم معًا وتبادل المعلومات والخبرات، مما ساعد الفتيات والسيدات على التطور على المستوى الشخصى والمهنى وتخطى الصعوبات والتحديات معًا، مع الاتفاق حول أهداف مشتركة وتفعيلها، بجانب خلق علاقات إنسانية وشخصية، وتعلم مهارات القيادة والتواصل والحكى، وأصبح عند المجموعة رؤية واضحة ورسالة واضحة، وأهداف استراتيجية وخطة استراتيجية.
ويهمنى الإشارة إلى عدد من المبادرات التى عملت معًا، وعددها 14 مبادرة فى 8 محافظات، منها: -
1- مبادرة «جندريست»، التى عملت من خلال حملة «عبور آمن»، وحملة «النساء فى بيئة العمل»، وحملة «أجسادنا قراراتنا».
2- مبادرة «ياء الملكية»، ورسالتها خلق مساحة آمنة، من خلال تثقيف وتوعية المجتمع الصعيدى بحقوق النساء الصحية والنفسية والجنسية، وعملت المبادرة تحت «مؤسسة جنوبية حرة» لتعزيز الوعى بالصحة الإنجابية والجنسية.
3- مبادرة «آمنة»، ورسالتها تسعى لتوفير بيئة آمنة لنساء الصعيد، من خلال المساهمة فى تحقيق العدالة الاجتماعية، والقضاء على بعض أشكال التمييز ضد المرأة، وتقديم مساندة قانونية للنساء، وإنشاء وحدات إنتاجية لتمكينهن، ومناهضة العنف ضد المرأة، ورفع الوعى بأدوارهن داخل المجتمع، تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص للجنسين.
4- مبادرة «صوت» لدعم حقوق المرأة، وتعمل المبادرة على إعلاء صوت النساء عن طريق نشر الوعى، من خلال تقديم الوعى القانونى والإعلامى للنساء، استنادًا إلى مبادئ حقوق الإنسان والعدالة والإنصاف، وقد قدمت المبادرة ورقة عمل قانونية حول «إشكاليات عدم تجريم العنف والاغتصاب الزوجى فى التشريعات العربية».
5- مبادرة «حقى»، ورسالتها دعم النساء المعنفات، من خلال تقديم الدعم القانونى لهن والإسهام فى نشر ثقافة المساواة والتسامح والعدالة عن طريق تسهيل الوصول لإجراءات التقاضى دون مقابل، وأيضًا تعمل على تقديم الخدمات الطبية والنفسية للمعنفات، عن طريق تدريب مقدمى الخدمة الطبية على كيفية التعامل مع الضحايا.
6- مبادرة «سند للدعم القانونى للنساء»، وهى لا تقوم بالدعم القانونى فقط ولكن الدعم النفسى والصحى أيضًا.
7- مبادرة «مؤنث سالم»، وهى مبادرة نشطة تكونت من عدد من الصحفيات لمناهضة ما يقع على الفتيات والنساء فى عالم الصحافة من عنف وتمييز، سواء فى الأجر أو التعيين أو الترقية، وما يقابلهن من صعوبات وتحديات.
وأيضًا مبادرة «بر أمان»، ومبادرة «يلا نوعيها» ومبادرة «وعيها تحميها»، ومبادرة «أنثى»، وكلها تعمل على توعية المرأة بحقوقها والتوعية بخصوص الأضرار الناتجة عن التسرب من التعليم وختان الإناث وزواج القاصرات.
ويهمنى التوقف عند مبادرة نسوية قامت على مجموعة من الفتيات الموهوبات من قرية برشا بمركز ملوى، جنوب محافظة المنيا، استطاعت الحصول على جائزة أفضل فيلم تسجيلى «رفعت عينى للسما»، بمهرجان «كان» العالمى بفرنسا فى مايو 2024.
وبدأت الرحلة على يد الفتاة الصعيدية بقرية برشا فى عام 2011، يوستينا سمير، مؤسسة الفرقة، وكان هدفها تكوين فريق لمعالجة المشكلات الاجتماعية والمجتمعية التى تؤرق الفتيات، وأبرزها ختان الإناث والزواج المبكر، والتحرش. وظلت على مدى سنوات تنظم ندوات توعوية بمشاركة فتيات القرية رغم الصعوبات والتحديات التى قابلتها نتيجة الثقافة المجتمعية التى تقوم على التمييز المبنى على النوع، والنظرة المجتمعية المتخلفة تجاه المرأة. وعلى مدى 4 سنوات تم عمل فيلم تسجيلى عنهن تناول قصة كفاحهن، كما تناول كل القضايا التى ناقشنها منذ البداية فى 2011، وحتى الآن. شارك الفيلم فى مهرجان «كان» العام الماضى 2024 وحصل على أول جائزة عالمية.. قصة نجاح تؤكد أن «الحقوق تُنتزع ولا تُمنح»، وأنه «ما ضاع حق وراءه مطالب».
التحية لنساء وفتيات مصر.