هاشم صفى الدين.. خليفة نصر الله المحتمل
أثارت عملية اغتيال حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، الارتباك فى صفوف الحزب، خاصة مع مقتل العديد من القيادات والرموز، مثل: إبراهيم عقيل وفؤاد شكر، كما أثارت تساؤلات حول الخليفة المحتمل لشغل موقع «نصر الله».
وتصدر الأسماء المرشحة لقيادة التنظيم هاشم صفى الدين، ابن خالة «نصر الله» وصهر قاسم سليمانى، القائد السابق لـ«فيلق القدس» فى «الحرس الثورى» الإيرانى.
ويشبه «صفى الدين» ابن خالته فى الشكل والجوهر، حتى فى لثغة الراء، وأُعد لخلافته منذ ١٩٩٤، وجاء من مدينة «قم» الإيرانية، إلى بيروت، ليتولى رئاسة المجلس التنفيذى الذى يعتبر حكومة الحزب، وأشرف على عمله القائد الأمنى السابق للحزب عماد مغنية.
كان صفى الدين «ظِل» حسن نصر الله، والرجل الثانى داخل الحزب، وعلى مدى ثلاثة عقود، أمسك بملفات حساسة، من إدارة مؤسسات الحزب الى إدارة أمواله واستثماراته فى الداخل والخارج، تاركًا الملفات الاستراتيجية بيد «نصر الله».
يعد «صفى الدين»، المُدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام ٢٠١٧، من كبار مسئولى الحزب الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الجناح العسكرى، إلى جانب علاقاته الوثيقة مع الجناح التنفيذى، وتربطه كذلك بطهران علاقات ممتازة، فقد قضى سنوات فى «حوزة قم» يتعلم فيها، إلى أن استدعاه «نصر الله» إلى بيروت لتحمل مسئوليات فى الحزب.
كما تزوج ابنه رضا فى ٢٠٢٠ بزينب سليمانى، ابنة العقل المدبر للمشروع الإقليمى لإيران، قاسم سليمانى، الذى اغتالته غارة أمريكية فى بغداد فى العام نفسه.
ولا يوجد الكثير من المعلومات عن «صفى الدين»، فقد ظل فترة طويلة شبه مجهول للأوساط السياسية اللبنانية، إلى أن دفعته الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بحسن نصر الله، إلى الظهور محله فى مناسبات الحزب، خصوصًا جنازات عناصره وقياداته الذين قتلوا فى لبنان أو خلال قتال الحزب فى سوريا ضد المعارضة، إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، أو فى مناطق انتشاره الأخرى لمساندة البرنامج الإقليمى الإيرانى.
والمعلومات القليلة التى تتوافر عنه تشير إلى أن صفى الدين من مواليد عام ١٩٦٤، من بلدة دير قانون النهر فى منطقة صور جنوب لبنان، ومن عائلة لها حضور قوى اجتماعيًا، وقدمت أحد أشهر نواب المنطقة فى الستينيات والسبعينيات هو محمد صفى الدين، بالإضافة إلى العديد من رجال الدين البارزين.
وسعى «صفى الدين»، وهو لا يزال فى عمر صغير نسبيًا، للزواج قبل السفر إلى الدراسة الدينية فى مدينة «قم» الإيرانية، التى كانت تشهد فى تلك الفترة اتساعًا متزايدًا فى طلابها ونفوذها السياسى والدينى بعد الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، كرديف لمدارس النجف الدينية، التى تدهور دورها نسبيًا خلال حكم الرئيس العراقى السابق صدام حسين.
وأراد صفى الدين أن يكون زواجه من عائلة متدينة، وأن يصاهر أحد رجال الدين، فتزوج ابنة محمد على الأمين، عضو الهيئة الشرعية فى المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى.
وغادر صفى الدين إلى «قم» ليلحق بابن خالته نصر الله، ويقول بعض معارف العائلة إن «صفى الدين» أحد ثلاثة كانوا موضع عناية واهتمام من عماد مغنية، المسئول الأمنى البارز لـ«حزب الله» الذى اغتيل بدمشق فى فبراير ٢٠٠٨ فى ظروف ما زالت غامضة، هؤلاء الثلاثة هم حسن نصر الله، ونبيل فاروق أحد أبرز قادة الحزب، وصفى الدين، موضحين أن «مغنية» هو من أرسل الثلاثى إلى قم وسهّل أمورهم هناك.
وكُتب لهؤلاء الثلاثة أن يكونوا من أبرز قادة «حزب الله» أوائل التسعينيات، فأصبح نصر الله أمينًا عامًا، وصفى الدين مديرًا تنفيذيًا للحزب بالمقياس المؤسساتى، وبمثابة رئيس حكومة «حزب الله»، أما فاروق فأصبح قائدًا عمليًا لمنطقة الجنوب ذات الأهمية الكبيرة لدى قيادة الحزب وموقع قوته العسكرية الكبرى.
وإضافة إلى الشئون اليومية للحزب، يدير المجلس التنفيذى، الذى ترأسه صفى الدين، مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية للتنظيم وتمويل جسده الهائل الذى لا يخضع لتمويل «الأموال الشرعية» المرصودة أساسًا للعمل العسكرى.