رشا الفوال: الزمن فى رواية "ابتسامة بوذا" أشبه بالهوة السحيقة
شهدت الشاعرة الناقدة رشا الفوال، مناقشة رواية "ابتسامة بوذا"، والتي انطلقت فعالياتها أمس بمكتبة مصر العامة بالمنصورة، بحضور مؤلف الرواية الكاتب شريف صالح.
واستهلت "الفوال" مناقشتها للرواية بتفكيك العنوان، مشيرة إلى: لنبدأ من عنوان الرواية: ابتسامة بوذا الذي يقود المتلقي غالبًا إلى معنى المعنى؛ فاِسم: بوذا يضعنا في مواجهة مع دلالته المعتقدية، ثم الجملة الخبرية: ناديت باسمك على الماء وما فيها من إحالة صريحة على نهاية متن الرواية حيث الوصول إلى علاقات غير مرئية مع الأشياء؛ لنكتشف من خلال عوالم المعاني المضطربة أن بنية النص/ الجسد قائمة على تفسير الاجتماعي بالفردي.
وتكمل: ولأن الجسد بسلطته الوجودية هو بؤرة النص، فوعي بطل الرواية لا ينفصل عن الجسد الذي يحمله، بالتالي أدى تعطيل الجسد إلى حصر وظيفة الوعي في الصراع من أجل ترويض هذا الجسد أولًا، والتكيف مع المحيط الاجتماعي ثانيًا.
تفتيت السرد الواقعي إلى وحدات غرائبية
وتابعت "الفوال" حديثها عن رواية ابتسامة بوذا: معرفة الذات في الرواية تحققت بصورة انفعالية عاطفية؛ لأن السلطة التي تمارس لذتها عبر المراقبة والسؤال والكشف والتفتيش، توفر للذة أحلام البطل أدوات المقاومة للتحصن من الانكشاف من خلال رقابتها، هنا لا بد أن نقف عند مفهوم الانفتاح على الخبرة الذي منح الذات وسيلتها في سبيل الاطلاع المستقل على قوانين الطبيعة والمجتمع والأخلاق، معنى ذلك أن البحث عن المعنى جعل البطل سيد نفسه، حيث تجاوز المعرفة الموضوعية والسعي إلى الوقوف على حكمة تحقق له السعادة والإحساس بالكمال. كما أن تداخل الوعى وكثافته أديا إلى: أولًا إحساس البطل بالانقسام، ثانيًا توسيع حيز الغرائبية كنتاج طبيعي لتعطيل الجسد، ثالثًا المخاطرة فيما يخص المغامرات الأخلاقية.
وأوضحت "الفوال" عن رواية ابتسامة بوذا: العلاقة بين الشخصيات في الرواية علاقة انفصال، تبدأ من علاقة البطل بوالدته الحاجة كريمة التي تعاني توهم المرض، ولديها سلسلة مخاوف طويلة، والتي ماتت بطريقة مضحكة، وتوقع أن يبكي عليها، لكن هذا لم يحدث، وعلاقته بوالده الذي هجرهم إلى الكويت وعمره سبع سنوات وتزوج فلبينية صغيرة السن، وعلاقته بالشيخ شعبان الذي كانت بشاشته تخدع قلوب الأمهات، ثم علاقته بــ: تاليا المرأة التي يواعدها ولا تأتي، وصولًا لعلاقته بالشخصيات المتخيلة التي ساهمت في إحساسه بالضياع.
الزمن في الرواية أشبه بالهوة السحيقة التي نعتبرها قوة ضاغطة أبرزت الأحداث الفرعية في شكل لقطات منوعة، يمكننا اعتبارها قفزات سردية دالة؛ فكل لقطة متصلة بمونولوج ذهني لتجسيد حال التبعثر النفسي للبطل، يقول البطل لذاته: "الزمن وهم لا معنى له".