نافس تحية كاريوكا.. زكى طليمات يروى تجربته مع الرقص الشرقى وشغل التريكو
الفنان زكي طليمات من أبرز أعلام المسرح المصري في القرن العشرين.. فهو العميد المؤسس لمعهد فن التمثيل العربي، وكان عضوًا في أول بعثة حكومية، أوفدتها وزارة المعارف إلى مسارح أوروبا عام 1930، ثم أنشأ فرقة المسرح الحديث من خريجي وخريجات المعهد عام 1950.
وبجانب مواهبه وإنجازاته الفنية التي قدمها للمسرح تحديدا، فقد كان مصمم رقصات نافس بها استعراضات تحية كاريوكا وسامية جمال، وهو ما كشفه لمجلة “الكواكب”، في عددها الـ217 والصادر بتاريخ 27 سبتمبر عام 1955.
زكي طليمات معلم للرقص الشرقى ومنافس لتحية كاريوكا وسامية جمال
ويبوح زكي طليمات في مقاله بالكواكب: كانت تطل بنفسي رغبة شديدة منذ زمن بعيد ثم تختفي خجلا وحياء، إلا أنها تغلبت علي في النهاية وأخذت أعلم الرقص الشرقي لفريق من الراقصات والممثلات، وهاويات إطراب الجمهور مجانا عن طريق السير الذي ترقص معه أعضاء الجسم من غير أن تحس أنها ترقص.
أسمي اليوم هذا الأمر "لحسة"، وكنت بالأمس أعتبره فكرة لها ألف وزن من الوجاهة والجدة.
لقد تقدمت بي السن، وهبط علي نفسي شىء من وقار أهل التقي والورع. هل خمدت في نفسي الرغبة في أن أفعل ما أشاء، بشرط أن أقدم شيئا جديدا؟ لا أعرف.. لكنني أعرف حق المعرفة أنني في عام 1944 أخذت أعلم الرقص الشرقي علي طريقة جديدة محاولا أن أخلصه من ميوعته، قم من حركاته التي تشكو فقر الدم والنشاط، ومن تشكيلاته التي تتابع متشابهة متماثلة مثل غرز الأبرة في ماكينة خياطة.
شغل التريكو وتربية الفراغ.. هوايات وقت الفراغ
ويمضي زكي طليمات في مقاله: عام 1944 كنت مديرا فنيا للفرقة المصرية، ولو فتح أحد رأسي لوجد فيها أشياء متنافرة: عسل، بصل، تمر هندي، أدب وتمثيل ثم تربية دواجن وزرع حديقة شتوية معلقة في السطح بأنواع الصبار، ثم شغل تريكو بالأبرة.
وعلي اختلاف هذه الأشياء في النوع واللون والطعم، كنت أحاول أن أجمع بينها في رباط واحد... الجمال، وأن أستخرج منها ما ينتسب إلي الجمال.. كنت في نضال مع نفسي ومع ما يحوطني، بل كنت في محنة، لأن القبح الذي قمت لمحاربته مثل الشر، ولا سبيل إلي القضاء علي الشر.. وكنت أجهل هذه البديهية في الحياة.
وكان من ضمن ما أتولي إخراجه من المسرحيات بالفرقة، روايات الأوبريت، أي الرواية نصف الغنائية، التي يتخللها الرقص الفردي والجماعي. وبدافع جريي وراء الجمال، كنت أتدخل في عمل الراقصات بهذه الروايات، فأغير ما يقدمنه إذا لم يأت مميزا معبرا عن المعاني التي تحملها مناسبة الرقص في الرواية.
ويختتم زكي طليمات مشددا علي: وإذا كان الرقص جماعيا، أي لجماعة من الراقصات، فقد كانت مهمتي تتضاعف، ومسكين شعر رأسي، فقد كانت وحداته تنتزع من رأسي بلا رحمة، وأنا أحاول أن أجعل أذرع الراقصات ترتفع دفعة واحدة وفي نظام وانسجام.