"معاناة مستمرة".. أكثر من 25 مليون سودانى يواجهون شبح المجاعة
قال المحلل السياسي السوداني محمد آلياس، إن الوضع في السودان بات كارثيًا، حيث يلوح شبح المجاعة في الأفق في العديد من المناطق المحاصرة بسبب استمرار المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع.
وأضاف آلياس، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن البلاد تعاني من تداعيات الحرب على عدد كبير من الولايات، وحذرت المنظمات العالمية من مغبة استمرار هذه الأوضاع وتأثيرها على إنتاج الغذاء.
انتشار الآوبئة والنزوح
وأضاف آلياس، أنه بسبب انتشار الأوبئة والنزوح تضرر أكثر من 15 مليون سوداني بين نازح ومهاجر، وتعاني مناطق مثل دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم من نقص حاد في المواد الغذائية، نتيجة عدم دخول الإمدادات من مناطق مختلفة، كما شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعًا كبيرًا، مما جعل المواطنين غير قادرين على شراء احتياجاتهم الأساسية.
وأشار آلياس إلى أنه تسبب غياب المصانع وأماكن الإنتاج في تفاقم الأوضاع، حيث ستنفذ الكثير من المواطنين مدخراتهم، ويُعزى فشل الموسم الزراعي وعدم قدرة الولايات على إدارة الإنتاج الزراعي إلى الوضع الحالي، مما يشير إلى نقص كبير في المواد الغذائية.
وأوضح أن الحرب أثرت بشكل كبير على مجريات الأحداث، وإذا استمرت هذه الظروف، فإن شبح المجاعة سيصبح واقعًا، كما يعاني النظام الصحي أيضًا من تدهور كبير، حيث تم تدمير عدد من المرافق الحيوية والمستشفيات، مما أدى إلى توقف الكثير منها عن أداء عملها، وهذه الأوضاع أسفرت عن سوء تغذية حاد، وعجز في علاج الأطفال في العديد من المناطق، مما يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد.
يشهد السودان صراعًا داخليًا متصاعدًا منذ عدة أشهر، حيث اندلعت المواجهات بين الجيش السوداني وميليشا الدعم السريع، وتتجلى أسباب النزاع في توترات سياسية عميقة، ونزاعات على السلطة، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة.