الخميسى: يوسف إدريس صنع نقلة فى كتابة القصة القصيرة
بدأت منذ قليل فاعليات منتدى "أوراق" بمؤسسة الدستور، بمناقشة "تحولات القصة القصيرة ومستقبلها"، يقدمها الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويشارك فيها الكتاب والمبدعون الدكتور أحمد الخميسي، الدكتورة صفاء النجار، سيد الوكيل.
تحولات القصة القصيرة ومستقبلها
قال الدكتور أحمد الخميسي: يتم الخلط بين القصة القصيرة وبين أنواع أخرى من الأدب، وهذا ليس صحيحا، فقد ظهرت القصة القصيرة بعد الرواية بمائة عام على الأقل.
وأكد أحمد الخميسي أن القصة القصيرة ظهرت نتيجة لحظات يحتاج المرء للتعبير عنها على عكس الرواية التي تاخذ مساحات كبيرة وهناك شرائح عديدة تعبر عنها، لافتًا إلى أن اللحظات الخاطفة لايمكن صنع رواية منها وهذا يظهر في القصة القصيرة لأنها خصصت لهذا الأمر، أي أنها مصوبة تجاه لحظة بعينها.
وواصل الخميسي: أما عن شكل القصة القصيرة فهناك مساحة كبيرة مفتوحة، تراكم شكل أدبي في زمن طوي، لايمكن اتيان هذا الشكل من الخارج، والحقيقة أن أول كاتب قصة قصيرة كان الكاتب الشهير "إدجار الآن بو"، بالرغم أنه من أسس شكل القصة القصيرة الحديثة، إلا أن موضوعاته جاءت أغلبها دون مضمون، ومن بعده جاء دي موبسان الذي وضع العديد من الفئات الاجتماعية والتي تنتهي بمفأجاة، ولكن ما فعله تشيخوف من نقل القصة القصيرة من حيث الشكل والمضمون هو الأمر الذي كان عبقريًا.
تشيخوف وجي دي موباسان
وتابع أحمد الخميسي: إن ابطال تشيخوف وشخوصه كانت صادقة وعطوفة، غير أن هناك كتابا آخرين لم يلمعوا مثل الكتاب الفرنسين في القصة القصيرة.
وأوضح الخميسي أن القصة القصيرة في مصر بدأت في القرن التاسع عشر مع الكاتب محمد تيمور بقصة "في القطار" ولم تجمع قصصه في كتاب إلا بعد رحيله والذي جاء تحت عنوان "ما تراه العيون".
وأشار الخميسي في النهاية إلى ان نشأة القصة القصيرة كانت على يد البارعان الكاتب الروسي تشيخوف والكاتب الفرنسي "جي دي موباسان" ولكن في مصر كان هناك كتاب آخرين هم محمد خيري سعيد، ومحمود طاهر لاشين والذي ربط القصة والأدب بالموروث الشعبي.
واختتم الخميسي: جاءت أربعينيات القرن الماضي بعدد من الكتاب مثل: يوسف جوهر، وعبدالرحمن الشرقاوي، وغيرهم، وفيما بعد ظهر العملاق المدهش يوسف إدريس الذي ربط الريف بالمدينة، ومن هنا جاءت أعمال مثل الحرام، وأعمال المدينة مثل العسكري الأسود وغيرها.