رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إدوارد سعيد.. صوت القضية الفلسطينية "خارج المكان"

إدوارد سعيد
إدوارد سعيد

"يلتقي العالم مع فلسطين في لحظة نادرة، لأن إدوارد سعيد بضميره الحي وثقافته الموسوعية وضع فلسطين في قلب العالم، ووضع العالم في قلب فلسطين".. هكذا كتب الشاعر محمود درويش في وداع المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد (1 نوفمبر 1935 - 25 سبتمبر 2003)، فقد عرف بالمناضل الفذ، الكوني الاهتمام، الموسوعي المعرفة، العلمي المنهج.

كان إدوارد سعيدًا واحدًا من أكثر المثقفين تأثيرًا في العالم على مدى نصف القرن الماضي فقد اقتحم بشجاعة لا تعرف المهادنة وسائل الإعلام الدولية، ليعيد كتابة قضية فلسطين ويخوض معركة تثبيت حقوق شعبها، من منظور مبتكر جديد، هو حكر له، حتى لأن على الأقل، ساعيًا إلى أن يوقف مشهد عدالة هذه القضية على قدميه، بعد أن ظل لوقت طويل، مقلوبًا على رأسه، وليؤكد بأن "على فلسطين أن تبقى مدافعة عن الحق في المطلق، ليس لأن نضالها جزء من النضال التاريخي للقوى المضطهدة في هذا العالم، بل لأن نضالها هو أيضًا إحدى أعظم القضايا الأخلاقية، في الزمن المعاصر".

إدوارد والقضية الفلسطينية

ولعل ما ميز إدوارد سعيد إيمانه بالقضية الفلسطينية، فكان يسعى دائمًا إلى محاولة إعادة وضع قضية فلسطين في سياق المنظور الفلسطيني وليس إلى المنظور العربي أو الإسلامي العام، والانطلاق من نقطة بداية الأحداث، فكان ارتباط إدوارد سعيد بالقضية العربية والفلسطينية، ارتباطًا حرًا بحكم موقعه، كمثقف يشعر بالمسئولية تجاه الضحية، وعرف بأنه صوت الضحية الفلسطينية بهذا المعنى ووصفه الصحفي البريطاني روبرت فيسك بأنه أكثر صوت فعال في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

إسهامات إدوارد سعيد

مجهودات كثيرة بذلها إدوارد سعيد من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، فقد كان عضوًا مستقلًا في المجلس الوطني الفلسطيني خلال الفترة ما بين 1977 و1991، كما كان من أوائل المؤيدين لحل الدولتين ولديه إسهامات بارزة ومتعددة في ميدان الدراسات والمعرفة، فقد ألف العديد من الكتب عن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي مثل: "القضية الفلسطينية" (1979) و"سياسة التجريد" (1994) و"نهاية عملية السلام" (2000)، فضلًا عن كتابين يتناولان اتفاقية أوسلو هما "غزة أريحا: سلام أمريكي" (1995) و"أوسلو: سلام بلا أرض" (1995).