"الارثوذكسية" تحيي ذكرى بفنوتيوس المتوحد.. و"اللاتينية" تحتفل بالأسبوع "الخامس والعشرون"
يحيي الأقباط الارثوذكس ذكرى استشهاد القديس بفنوتيوس المتوحد بالصعيد، أحد القديسين المصريين المعروفين، ويعتبر رمزاً للتقوى والنسك في الحياة الرهبانية،عاش في القرن الرابع الميلادي.
وعاش بفنوتيوس حياة تقشف ونسك في البرية، مارس الزهد والصلاة والتأمل، كان مثالًا يُحتذى به في التزامه الروحي، وتعرض للمضايقات بسبب إيمانه المسيحي في فترة من الفترات التي شهدت اضطهاد المسيحيين، خاصة في عهد الإمبراطور الروماني، واستشهد بفنوتيوس نتيجة لإيمانه، ويقال إنه أُعدم بطريقة وحشية بسبب تمسكه بمبادئه يُحتفى به كشهيد في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يُعتبر مثالاً للشجاعة والثبات في الإيمان.
وتعتبر حياة القديس بفنوتيوس ودروه في نشر الإيمان ودفاعه عنه مصدر إلهام لعدد من المؤمنين، ويُحتفل به في الكنيسة، يُذكر في صلوات القديسين.
احتفالات اللاتين أيضا..
وتحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأسبوع الخامس والعشرون من زمن السنة، والقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن المصباح فوق المنارة، هو يسوع المسيح، نور الآب الحقيقيّ، "الذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، والآتي إِلى العالَم". وبعبارة أخرى، هو حكمة الآب وكلمته؛ وبعد أن قَبِل طبيعتنا البشريّة، أصبح فعلاً "مصباح" العالم ودُعي كذلك. ونحن نبتهل ونسبّح له في الكنيسة بإيماننا وخشوعنا. وهكذا، يصبح مرئيًّا من جميع الأمم، "فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت"، أي للعالم أجمع، كما قال: "ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة، فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت".
ونلاحظ أنّ يسوع المسيح يدعو نفسه سراجًا. إنّ الّذي هو الإله بطبيعته، قد أصبح إنسانًا في مشروع الخلاص، ونورًا محتوىً في الجسد كما في إناء... هذا ما كان يفكّر فيه داود عندما قال: "كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي". مخلّصي وإلهي يُسمّى مصباحًا في الكتاب المقدّس لأنّه يبدّد ظلمات الجهل وشرّ البشر. وبما أنّه الوحيد القادر على تبديد ظلمات الجهل والخطيئة، فقد أصبح طريق الخلاص للجميع. فهو يقود إلى الآب كلّ مَن، مِن خلال المعرفة والفضيلة، يسير معه على طريق الوصايا كما على طريق العدالة.
المنارة هي الكنيسة المقدّسة، لأنّ كلمة الله يشعّ من خلال عملها التبشيريّ. وهكذا، تستطيع أشعّةُ حقيقته أن تُنير العالم كلّه... ولكن بشرط واحد، وهو ألاّ تُخفى تحت حَرفيّة الشريعة. فكلّ مَن يتمسّك بِحَرفيّة الشريعة وحدها، يعيش بحسب الجسد ويضع السراج تحت المكيال. أمّا الكنيسة، فهي على المنارة، وتنير البشر أجمعين.