يطلب شفاعته الملسوعون بالأفاعى.. مَن هو مار فوقا؟
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مارفوقا تلميذ يوحنّا الشهيد الذي كان أسقف على مدينة سينوبا في البنطس ويَرتقي عهده الى الرسل.
امتاز بشجاعته في الاضطهادات وكان يحرِّض المؤمنين على الثبات في الإيمان. عُذِّب واستشهد في بدء الجيل الأول. ذكره مكرّم في الشرق والغرب، وقد مدحه القديس يوحنا فم الذهب.
يطلب شفاعته الملسوعون بالافاعي والمسافرون في البحر له كنائس متعددة في لبنان ويذكر المؤرخ بروكوبيوس انه كان لمار فوقا كنيسة في جبل لبنان في القرن السادس.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أجاب يسوع على أسئلة تلاميذه وأخبرهم بالأمور التي ستحصل بعد قيامته وصعوده، ابتداءً من خراب هيكل أورشليم الذي سألوه عنه، وصولاً إلى علامة مجيئه من خلال الكنيسة... هذه الكنيسة التي لا يزال يظهر فيها حتّى انقضاء الدهر؛ وهو يتجلّى في الأعضاء الجدد الذين يعطيهم الحياة كلّ يوم، وانتهاءً بانقضاء الدّهر حين سيأتي ليدين الأحياء والأموات.
والحال هذه، عندما يعدّد الرّب لنا العلامات الخاصّة بكلّ من هذه الأحداث الثلاثة، يجب علينا أن نتفحّص بإمعان العلامات التي تخصّ كلّ حدث، حتّى لا ننسب إلى حدث معيّن ما هو من خصائص الحدث الآخر. لقد حدّثهم أوّلاً عن المعارك التي ستدور عند أسوار وفي قلب أورشليم، فقال لهم: سوف تسمعون صوت المعارك وضجيج الحروب. إنّ الذي يسمع صرخات المتعاركين يتأثّر بالمعركة؛ والذي يسمع أخبار المعارك وإشاعات الحروب التي تدور في البلدان البعيدة يتأثر أيضًا بضجيجها.
لكن بما أنّ هذه النبوءات كان يمكن أن تشيع الهلع في نفوس تلاميذه، فقد طمأنهم قائلاً: "إيّاكم أن تفزعوا"؛ وقد نهاهم عن الأفكار المضلّلة التي كانت تنتابهم بإنّ نهاية العالم ستتبع فورًا الحرب التي ستدمّر أورشليم حين قال لهم: "يجب أن تحصل كلّ هذه الأشياء..."، ما يعني أنّه علينا ألاّ نصدّق بأنّ يوم الدينونة قريب لأنّ الله حفظه لوقت آخر.