كيف ظهرت الكوليرا في فترات تاريخيّة مختلفة؟
تعتبر الكوليرا واحدة من أخطر الأمراض الوبائية التي عرفتها البشرية، ويعود أول ظهور موثق لها إلى أوائل القرن التاسع عشر في منطقة دلتا نهر الغانج في الهند.
وبدأت انتشار الكوليرا بسرعة بين السكان حيث يعتقد أن المياه الملوثة كانت سببا رئيسيا في انتشار المرض، حيث يعتمد الناس على الأنهار كمصدر رئيسي للشرب والطهي.
ويرصد “الدستور” في تقريره ظهور الكوليرا في فترات مختلفة في أوروبا والولايات المتحد، وإليكم التفاصيل الكاملة في السطور التالي.
كيف ظهرت الكوليرا في فترات تاريخية مختلفة؟
خلال القرن التاسع عشر، بدأت الكوليرا بالانتقال إلى أجزاء أخرى من العالم، من خلال السفر التجاري والاستعمار، واندلعت أول وباء عالمي في عام 1817، حيث انتقل المرض من الهند إلى الصين وروسيا والشرق الأوسط وأوروبا، ولم تتوقف الكوليرا عند هذا الحد، إذ شهدت ستة أوبئة رئيسية بين عامي 1817 و1923، حيث كانت كل واحدة منها تنتشر على نطاق واسع، ما أدى إلى وفاة ملايين الأشخاص.
الكوليرا في أوروبا والولايات المتحدة
في عام 1832، وصلت الكوليرا إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما أدى إلى حالة من الذعر، وكانت المراكز الحضريّة في تلك الفترة تواجه مشكلات خطيرة تتعلق بالصرف الصحي، ما ساعد في انتشار المرض.
وفي لندن، على سبيل المثال، تسبب شرب مياه ملوثة من نهر التايمز في تفشي الكوليرا بشكل مأساوي، ما أدى إلى فقدان الآلاف من الأرواح.
الاكتشاف العلمي والتدخلات الطبية
واستمر انتشار الكوليرا عالميًا حتى منتصف القرن التاسع عشر، حين أجرى الطبيب البريطاني جون سنو تحقيقًا مهمًا عام 1854، اكتشف خلاله أن المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي لانتقال الكوليرا، وأدى هذا الاكتشاف إلى تحسينات كبيرة في أنظمة الصرف الصحي وإمدادات المياه في المدن الكبرى.