"العلاقات الكوبية الانجولية" كتاب يرصد علاقة الكشوف الجغرافية بنهب القارة الإفريقية
صدر حديثا عن دار العربي للنشر، كتاب جديد بعنوان، "العلاقات الكوبية الأنجولية"، للباحث دكتور خالد عبد الفتاح سيد، والذي يناقش فيه العلاقات بين البلدان الإفريقية وبعضها خلال الفترات الاستعمارية وما قبلها.
ويشير “عبد الفتاح” في مقدمته للكتاب" عرفت القارة الإفريقية منذ فجر التاريخ أهم الحضارات والممالك، التي أثرت بلا شك على العالم شرقًا وغربًا، كونها ملتقى قارات العالم القديم، ونظرًا لقيمتها ومكانتها من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية.
وانطلقت جحافل الدول الأوروبية لغزو القار الإفريقية والسيطرة عليها، وأحداث التاريخ شاهدة على ذلك؛ وذلك لما تحويه من ثروات وخيرات وموارد أولية تدعم جميع قطاعات الكيان المسيطر، كما أنها تتمتع ببعد استراتيجي تشرف من خلاله على المحيطين الأطلسي والهندي، وعدد من الأذرع المائية والمضائق فضلًا عن طرق التجارة مما يعطي للكيان المسيطر على هذه المناطق المزيد من القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
حركة الكشوف الجغرافية وبدء نهب القارة الإفريقية
ويقول الباحث: في العصر الحديث بدأت أوروبا طريقها لغزو القارة الأفريقية بعد حركة الكشوف الجغرافية، والتي بدأت في نهايات القرن الخامس عشر الميلادي (1492م)، وذلك على يد الإسبان والبرتغاليين، فانطلقت الدولة الأولى من الشمال الأفريقي، وانطلقت الثانية ناحية الجنوب مرورًا بممالك شرق وغرب أفريقيا، وعقب ذلك فُتح المجال الاستعماري أمام بقية الدول الأوروبية بريطانيا وفرنسا وايطاليا، والتي تكالبت من أجل السيطرة على بلدان القارة الإفريقية، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من التنافس والصراع بين القوى الأوروبية، فعمدت الدول الأوروبية إلى اتباع سياسات لتقسيم مناطق النفوذ في القارة الإفريقية.
وكانت أنجولا من البلدان الي سقطت تحت براثن الاستعمار الغربي؛ فخضعت أنجولا للمستعمر البرتغالي، وقد تسببت الحربين العالميين الأولى والثانية في إرهاق وتدمير القوى الأوروبية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، مما أعطى فرصة لحركات التحرر الأفريقية للمطالبة بالاستقلال التام، وتنوعت المطالبات ما بين جهود دبلوماسية ومقاومة مسلحة، وكان الزخم الأكبر لهذه التحركات بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بمساعدة الاتحاد السوفيتي المناوئ لسياسات الغرب، وكان لكوبا الموقع والمكان في صياغة التطورات السياسية التي شهدتها دولة أنجولا في تلك الفترة.
وأضاف الباحث: في موضوعنا هذا حديث عن دولة كوبا والتي كانت أحد الأطراف الفاعلة، حيث وقفت بجانب حركات التحرر، وساهمت سياسيا وعسكريًا واجتماعيا في الأحداث التي شهدتها دولة أنجولا، تحقيقًا لأهدافها ومصالحها في المنطقة التي تلاقت مع نظيرتها السوفيتية، ومن ثم جاءت فكرة موضوع بحثي المعنون بـالعلاقات الكوبية الأنجولية 1964 – 1991م".