دراسة جديدة تكشف أسباب القلق في مكان العمل وكيفية التغلب عليها
في عالم العمل المتسارع، بات القلق ظاهرة شائعة تؤثر على أداء الموظفين وسعادتهم المهنية، فالكثير منهم يعانون من مستويات مختلفة من القلق المرتبط بفرص عملهم.
هذا القلق إذا لم يتم إدارته بشكل صحيح، يمكن أن يتحول إلى مشكلة مزمنة تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للعاملين وتُقلل من الإنتاجية، وتؤدي في النهاية إلى ارتفاع معدلات التغيب والإحباط الوظيفي.
ووفقًا لدراسة حديثة أجراها الدكتور عاصم شاه، نائب الرئيس التنفيذي لقسم ميننجر للطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية بايلور للطب بهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، يعاني حوالي 60% من الموظفين من قلق يؤثر على أدائهم الوظيفي.
وتشير الدراسة إلى أن أسباب القلق متنوعة وتشمل التصرفات السلبية من زملاء العمل والتي يمكن أن تثير مشاعر القلق.
الضغط المفرط من الإدارة يساهم في زيادة مستويات التوتر
وأيضا الضغط المفرط من الإدارة يساهم في زيادة مستويات التوتر، ويجعل التعامل مع مهام صغيرة ومتكررة مزعجًا، وكذلك يؤدي الشعور بالإرهاق من المشاريع الكبيرة إلى القلق.
وتُعرف الدراسة عددًا من العلامات التي تشير إلى وجود قلق في مكان العمل من خلال مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية.
ومن الأعراض الجسدية، التوتر العضلي، الصداع، الأرق، مشاكل الجهاز الهضمي، زيادة ضربات القلب، والتعرق المفرط.
والأعراض النفسية منها القلق المستمر، التوتر، صعوبة التركيز، تقلب المزاج، والشعور بالإرهاق المستمر..أما الأعراض السلوكية، فمنها تجنب المهام الصعبة، التأجيل المستمر، العزلة الاجتماعية.
وتوضح الدراسة أنه إذا لم يتم التعامل مع القلق في مكان العمل، فيمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على مستوى الفرد وجهة العمل، منها انخفاض الإنتاجية، حيث يؤثر القلق سلبًا على القدرة على التركيز واتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى انخفاض جودة العمل وإنتاجيته فضلا عن ارتفاع معدلات التغيب، إذ يلجأ العديد من الموظفين الذين يعانون من القلق إلى التغيب عن العمل كوسيلة للهروب من الضغوط، كما يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية.
وينصح الدكتور شاه بأنه إذا استمرت هذه المشاعر لأكثر من ستة أشهر، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة، وقد يوفر بعض أصحاب العمل برامج دعم للموظفين، كما يمكن التوجه إلى معالج نفسي إذا احتاج الأمر.
ويقترح شاه مجموعة من الاستراتيجيات على الإدارة للتخفيف من توترات العمل منها تقسيم المهام مع وضع أهداف صغيرة وتشجيع الموظف عند تحقيقها.
وتنصح الدراسة الموظف الذي يعاني من التواترات في العمل بالتعبير عن مشاعره وتسجيل هذه المشاعر والتحدث مع شخص يثق به وأيضا تبني عادات صحية وممارسة أنشطة يستمتع بها مع وضع حدود واضحة لمسئوليات العمل الخاصة به.
وتؤكد الدراسة أهمية فهم طبيعة القلق في مكان العمل وكيفية إدارته بشكل فعال وكيف يمكن أن يكون القلق أمرًا شائعًا، لكن من المهم اتخاذ خطوات لإدارة هذه المشاعر قبل أن تؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي.