مسار غامض.. كيف وصلت أجهزة البيجر إلى حزب الله عبر إسرائيل؟
كشف تحقيق لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن المسار الغامض لأجهزة البيجر والتي يستخدمها حزب الله في لبنان والتي فجرها الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء الماضي في مناطق متفرقة بجنوب لبنان مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف.
المسار الغامض لأجهزة البيجر
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الجهات المسئولة عن توريد الأجهزة لحزب الله موجودة في آسيا وأوروبا الشرقية، ولفتت الصحيفة إلى أن الشركات المصنعة لتلك الأجهزة تعتبر شركات حديثة نسبيا تم تأسيسها في السنوات الأخيرة ويديرها رجال أعمال غامضون ولديهم خبرة قليلة في صناعة الاتصالات مع القليل من الأدلة الورقية لأنشطتها.
وقال شخص مطلع على العمليات الإسرائيلية في الخارج للصحيفة الأمريكية، إن الاحتلال اخترق سلسلة إمداد حزب الله، ووضع متفجرات في بطاريات الأجهزة، قبل تفجيرها عن بُعد" و"لكن هذه هى المرة الأولى التي تنتهي فيها بمثل هذه الانفجارات".
وتابع: إن هجوم الثلاثاء هو أحد الأمثلة القليلة التي من المحتمل أن تكون إسرائيل قد اخترقت فيها سلسلة إمداد حزب الله للاتصالات.
شركة "بى إيه سى" للاستشارات
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فقد ورد أن شركة "بي إيه سي" للاستشارات، ومقرها المجر، كانت متعاقدة لإنتاج أجهزة البيجر نيابة عن شركة تايوانية تدعى "غولد أبوللو" وتابعت ان الشركة كانت تستقبل طلبات وتتعامل مع عملاء عاديين، ولكن العميل الوحيد الذي كان مهما كان حزب الله، وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة البيجر المخصصة لحزب الله كانت مختلفة عن باقي أجهزة البيجر التي تصنعها الشركة، وكانت تحتوي على بطاريات مربوطة بالمتفجرات PETN.
ووفقا لوول ستريت جورنال، تم تسجيل شركة "بي إيه سي" للاستشارات عام 2022، للقيام بعشرات الأنشطة التجارية التي تتراوح من بيع أجهزة الاتصالات إلى إنتاج ألعاب الكمبيوتر، وتم تسجيلها في منطقة سكنية هادئة في بودابست، وبلغت مبيعاتها العام الماضي حوالي 600 ألف دولار، وفق "وول ستريت جورنال"، كما أن الرئيسة التنفيذية كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، هي الموظفة الوحيدة المسجلة في الشركة، ولا تتوفر معلومات كثيرة عنها.
هل تقف كريستيانا بارسونى أرسيدياكونو وراء استهداف حزب الله؟
ووفقا لوول ستريت، تبلغ كريستيانا بارسوني أرسيدياكونومن العمر قرابة الخمسين عاما، ولم تظهر بشكل علني منذ هجوم الثلاثاء في لبنان وكانت "مديرة مشاريع" في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في عام 2008 و2009 وسبق وقالت والدتها، بياتريكس بارسوني أرسيداكونو: إن ابنتها "تلقت تهديدات غير محددة، وهي حاليًا في مكان آمن تحميه أجهزة المخابرات المجرية".
بينما قال كيليان كلاينشميت، هو مدير سابق في مجال الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة إنه عيّن أرسيدياكونو في عام 2019، لإدارة برنامج ممول من هولندا لمدة 6 أشهر، لتدريب الليبيين في تونس على مجالات مثل الزراعة المائية وتكنولوجيا المعلومات وتنمية الأعمال وقال إنها مديرة "متنمرة"، واستغنى عنها قبل انتهاء عقدها.