القوات المسلحة لا تنسى شهداءها.. "الدستور" برفقة أسرة الجندى الشهيد "فوزى"
لم تكن تتوقع أسرة الجندي فوزي محمد عبد المولي، أن يعثروا على رفاته بعد أكثر من نصف قرن، والذي لم يعُد من عدوان 67 حيًا أو ميتًا، وكان في عِداد المفقودين، الأمر الذي بات أشبه بالمعجزة، وجعل جميع أفراد الأسرة بل كل من تعرف على تفاصيل القصة في ذهول، ولكنها قدرة الله الذي أراد أن يعود الغائب ليدفن في مقابر أسرته وسط والديه.
بعد 57 عامًا عادت رفات الشهيد "فوزي" إلى مسقط رأسه في الإسكندرية، بعد أن تم العثور عليها في يوليو الماضي، من خلال إحدى مؤسسات حقوق الإنسان في سيناء بمنطقة الحسنة وسط سيناء، لتبدأ رحلة البحث عن أسرته.
مع تواجد العديد من الوثائق من صور وبطاقة شخصية بإسم فوزي محمد عبد المولى من الإسكندرية، كشفت عن هويته وتعرفت عليه أسرته عقب نشر الصور والوثائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم عمل تحليل الحمض النووي والذي يتطابق مع الجثمان وشقيق الجندي وتقام له جنازة عسكرية شُعبية أمس الجمعة وسط فرحة أسرته وأهالي الإسكندرية بتكريمه من جيشنا المصري.
وعقب إتمام دفن رفات "الشهيد"أجرت "الدستور" بثًا مباشرًا مع أسرة الجندي فوزي عبد المولى من داخل منزل العائلة، للتعرف على تفاصيل رحلة العودة من سيناء إلى الإسكندرية.
أسرة الشهيد تكشف التفاصيل
قال محمد عبد المولي، نجل شقيق الشهيد، إن البداية كانت في يوليو الماضي، من خلال منشور على موقع التواصل الاجتماعي، نشرته إحدى المؤسسات المدنية بسيناء، وكان المنشور يضم صورًا يظهر رفات جندي ومتعلقاته التي تضم بطاقته الشخصية، وأوراق خاصة، وعدد من الصور وكان المنشور يستهدف طلب البحث عن اسرة الشهيد الذي تشير تلك الوثائق أنه من الجنود الذين واجهوا الهجوم الإسرائيلي على سيناء في 5 يونيو 1967.
تعرفت على عمي وصورة والدي وجدي
واضاف لـ"الدستور" أن البطاقة كانت بحالة جيدة ويظهر فيها الصورة والاسم، فضلا عن أنه من بين الصور وجدت صورة والدي وجدي وأفراد من الأسرة، وتعرفت عليهم وعلى صورة عمي الشهيد، فتوجهت للمنطقة الشمالية العسكرية والتي بدورها وجهتني للأمانة العامة للقوات المسلحة والتي أتمت كافة الإجراءات اللازمة.
إجراء تحليل DNA
وأوضح أنه تم نقل الرفًات من موقع العثور عليها إلى مستشفى السويس العسكري، مع طلب إجراء تحليل DNA، فتوجهت مع عمي للمستشفى لإجراء التحليل والذي ظهر نتيجته بعد شهر ونصف وكانت إيجابية، وتم التواصل معنا من المنطقة الشمالية لتجهيز المقبرة واستعدادات الجنازة.
فخور بقواتنا المسلحة التي تكرم أبنائها
وأشار إلى أنه سافر لاستلام الجثمان من مقر مستشفى السويس العسكري، وتم خروج الجثمان بمراسم عسكرية والسلام الجمهوري وتحية الشهيد، ثم خرج الجثمان مصحوب بتأمين من الشرطة العسكرية حتى الوصول إلى الإسكندرية، وكان كل شىء يتم بكل دقة، وكنت فخور جدًا بأن عمي شهيد وفخور بقواتنا المسلحة التي تُكرم أبناءها.
جنازة عسكرية واستقبال بالزغاريد
وقال ابن شقيق الشهيد إن جنازة عمه كانت جنازة عسكرية مُشرفة، وكانت فرحة كبيرة للعثور على الشهيد بعد 57 سنة وتكريمه بجنازة مهيبة، وتشريف لكل أفراد الأسرة والعائلة، حيث استقبل الأهل والجيران الجنازة بالزغاريد وترديد الله أكبر، في مشهد لم يكن يتخيله أحد، مشيرًا إلى أنه سجد لله شكرًا أنه استطاع دفن عمه، ليريح والده والذي كان دائم ذكر شقيقه ولم ينسه حتى وفاته.
القوات المسلحة لا تنسى أبناءها
وتوجه ابن شقيق الشهيد بالشكر للقوات المسلحة الأبية وعلى رأسها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكافة القادة في الجيش الثالث والمنطقة الشمالية، حتى أصغر جندي ساهم وتواجد في هذا الحدث، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة لا تنسى أبناءها، وما فعلته معنا أدخل الفرحة على قلوبنا وكان له تأثير كبير على أسرتنا.
الشهيد كان في عداد المفقودين
وقال مصطفى عبد المولى الابن الثاني لشقيق الشهيد، إن بداية معرفة الأمر كانت من خلاله عندما أخبره أحد أصدقائه أن هناك صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لعمه الشهيد والبحث عن أسرته، وتواصلت مع صفحة المؤسسة التي عرضت الصور، ثم أرسلوا لي كافة المعلومات عن موقع الجثمان والأوراق، ثم بدء شقيقي بالتواصل مع القوات المسلحة وتمت كافة الإجراءات حتى تسلم الجثمان ودفن الشهيد.
وتابع: "مكناش مصدقين إننا ممكن نلاقي جثمان عمي بعد كل هذه السنوات" مضيفًا: “والدي رحمه الله بحث عنه كثيرًا حتى تم اعتباره من المفقودين وبناءً على ذلك تم استخراج له شهادة وفاة، وصُليت عليه صلاة الغائب في عام 1971”.
ودعنا عمي بفرحة لعودته إلينا
وأضاف أن عمه شارك في حرب اليمن وبعد عودته من الحرب قام بإتمام عقد قرانه، ثم تم استدعاؤه مرة أخرى في 1967، ولم يعد مرة أخرى، مشيرًا إلى أن كل الأسرة كانت تتذكرة وكانت جدته ووالده دائمي الحديث عنه.
وأشار إلى أنه بعد أكثر من نصف قرن، نودع عمي الذي لم نره ولكن هذا الوداع كان بفرحة كبيرة وجنازة مشرفة من قواتنا المسلحة التي كانت بجانبنا في كل خطوة حتى تم دفن الشهيد في مقابر العائلة.