الناقد إبراهيم أردش: المجاز لدى الشاعر أحمد الشهاوي يطغى على الحقيقة
خلال مشاركته في الجلسة الختامية لمؤتمر قصيدة النثر المصرية، تحدث الناقد إبراهيم أحمد أردش، عن حيرة الأفكار التي عبر عنها الشاعر أحمد الشهاوي في ديوانه "ما أنا فيه" عن حيرته مع الأفكار وتداعيها عليه، وعن اقترابها وابتعادها؛ ليصبح ما فيه الشاعر هو البحث عن الأفكار أحيانًا والهروب منها أحيانا كثيرة، حتى يزهد الشاعر في الاستيقاظ، باعتباره معادلًا للتفكير.
الناقد إبراهيم أردش: المجاز لدى الشاعر أحمد الشهاوي يطغى على الحقيقة
قال “أردش”: تحاول الذات الشاعرة أن تستبعد كل ما يثير الانتباه ويوقظها في هذا الواقع المؤلم، حتى إن الإغفاءة الصغيرة صارت تقايض بقيراطين من ماس، فالذات على استعداد أن تدفع كل ما تملك في سبيل هذه الراحة أو تلك الغفوة، لكن هل الذات تريد الهروب من الصحو الذي يجبرها على التفكير والتأمل والتدبر؟أم تريد الهروب من الصحو إلى ذاتها؛ لكي تستمر في عملية التفكير؟
وللوصول إلى إجابة – ولن تكون يقينية أبدًا - علينا أن نبحث في تمثلات الأفكار ومعادلاتِها في نصوص الديوان، لنعرف هل تمثل الأفكار أمانًا للذات أم خوفًا؟ قلقًا أم سكينة؟ إرهاقًا أم راحة؟ تعبًا أم شفاءً؟
وتابع “أردش”: أن الشاعر أحمد الشهاوي يكني أكثر مما يصرح، ويلغز أكثر مما يبوح، والمجاز عنده يطغى على الحقيقة، لذلك سنتبع منهجية أتاحتها اللسانيات الإدراكية في تحليل النصوص القائمة على الاستعارة "حيث إن مصطلح (استعارة) ينتقل من معناه البلاغي الضيق إلى معناه الإدراكي، بل أصبح المصطلح المكرَّس للاستخدام بدلًا منه إما مصطلح (المخطط الاستعاري) أو مصطلح (الاستعارة التصورية) وتعريف كلٍ منهما يشير إلى طريقة بناء معرفة أحد المجالات من خلال تصويره بمفاهيم وعلاقات مستمدة من مجال موجود ومعروف من قبل ولقد أطلق على المجال الأول تسمية المجال الهدف وعلى المجال الثاني تسمية المجال المصدر.
وأردف “أردش”: ومن خلال هذه المنهجية سيتم البحث عن المجال المصدر وتطويعه للوصول إلى المجال الهدف، وتنبغي الإشارة إلى "أن هذه الأنماط ذات طبيعة دينامية، وليست معادلات رياضية ثابتة. فنحن نستطيع أن نجد أن المجال المصدر يمكنه بناء صور استعارية لأكثر من مجال هدف؛ فالشاعر يجلب مفردات من حقول معرفية أخرى ويطوعها للتعبير عن الأفكار وتصبح مفردة رأس هي الحقل الجديد لهذه المفردات.
وشدد “أردش” علي: إن الذات لديها فعل الإرادة واستطاعة الدخول إلى البيت، لكنها لا تستطيع إيقاف التلازم بين الدخول إلى البيت المضاف إلى الذات وبين النمل الذي يمشي في المخ؛ ليتضح أنه بيت العقل حينما تأوي الذات إليه باحثة عن الراحة، لكنها تفاجأ بالأفكار كأنها نمل يمشي فيه لا يهاب شيئا، لكن النمل/ الأفكار لا تتوقف عند ذلك، بل تتقاتل فيما بينها، رغم أن الذات الشاعرة في النص لا تحب ذلك وتود الخلاص من كونها صارت ساحة قتال، لكن أنَّ لها ذلك.
الذات تتمنى لو أنها انشغلت بالعادي واليومي، واهتمت بما لا يُعمل الذهن ويرهقه، لتسطيع النوم والخلاص من آلامها، لتتخلص من استلابها الفكري، وتصبح ملك نفسها، وتتخلص من الشياطين التي تلاحقها.