رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهموم المصرية الأردنية

الهموم المصرية الأردنية واحدة، فإسرائيل تصر على تهجير أهالى غزة إلى مصر وأهالى الضفة الغربية إلى الأردن. وتلك كارثة بشعة تتصدى لها القاهرة وعمان على حد سواء. والمعروف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى والعاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين يقومان بجهود واسعة من أجل وقف التهجير القسرى سواء إلى مصر أو إلى الأردن أو إلى أى دولة أخرى كما تريد إسرائيل وتشيع هذه الفكرة الشيطانية من أجل تصفية القضية الفلسطينية. ودائمًا الرؤية المصرية الأردنية واحدة ومشتركة فى كل المواقف، والدور المصرى الأردنى لا يتوقف أبدًا عن ضرورة بذل كل الجهود من أجل وقف الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة والانتهاكات الشديدة فى الضفة الغربية.

الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا ضمن الاتصالات واللقاءات المكثفة بينه وبين العاهل الأردنى يركز على وقف الحلم الإسرائيلى فى تصفية القضية الفلسطينية، ولا تغيب عنه هذه القضية أبدًا، فلا مصر ولا الأردن يمكن بأى حال من الأحوال أن يتراجعا عن هذا الموقف الثابت الأصيل وهو عدم تصفية القضية الفلسطينية ومنع التهجير القسرى للفلسطينيين وضرورة وقف الحرب الإسرائيلية البشعة التى يقف العالم والمجتمع الدولى بأسره متفرجًا عليها، ولا يفعل شيئًا سوى الحديث والاستنكار من شعوب المجتمع الدولى. الحكومات لا تفعل شيئًا على الأرض، وإنما تواصل الكلام المعسول الذى لا يحقق نتائج ملموسة، وبالتالى تظل الحرب الإسرائيلية التى اقتربت من دخولها العام مستمرة فى إبادة الأشقاء الفلسطينيين. وفى ظل هذا فإن القيادتين السياسيتين فى مصر والأردن تواصلان الجهود الشاقة والمضنية من أجل وقف هذه الحرب التى زادت على الحدود والتصرفات وبلغت بها الأمور لأن تشعل المنطقة بأسرها.

الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى والعاهل الأردنى يواصلان المساعى الحثيثة والجهود الشاقة من أجل وقف الحرب الإسرائيلية. ومؤخرًا تناول الاتصال الهاتفى بين الرئيس والملك ضرورة وقف الحرب بأى شكل من الأشكال، ما يعنى أن هناك إصرارًا مصريًا أردنيًا على الاستمرار فى الموقف الثابت الذى لا يتغير، وهو لا تفريط أبدًا فى الدفاع عن القضية الفلسطينية بأى شكل من الأشكال.. ونجد فى اتصال الرئيس والعاهل الأردنى الكثير من الأمور التى تؤكد أن القضية الفلسطينية لن تموت أبدًا.

لقد تناول حديث الزعيمين السيسى وعبدالله خطورة التصعيد الذى تقوم به إسرائيل فى الضفة الغربية وتوسيع عملياتها العسكرية بهدف إجبار الفلسطينيين على التهجير القسرى.. والتحذير المصرى الأردنى يعنى أن هناك نية إسرائيلية خبيثة بمعاونة أمريكية لتوسيع دائرة الصراع فى المنطقة، وبالتالى ستكون له آثاره السلبية فى غياب الدور الفاعل للمجتمع الدولى الذى أدار ظهره لهذه الكارثة بشكل لم يسبق له مثيل. وقد قلت من قبل إن المجتمع الدولى تعرى تمامًا أمام كل شعوب العالم بلا استثناء. وقد كشفت هذه الحرب الإسرائيلية عن حقيقة الادعاءات الكاذبة التى يتغنى بها المجتمع الدولى من حرية وديمقراطية وحقوق الإنسان. فأين هى حقوق الإنسان من كل هذه الكوارث التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، سواء فى غزة أو الضفة الغربية؟ أين المجتمع الدولى من عمليات الإبادة البشعة التى لم تحدث على مر التاريخ بهذا الشكل العنيف؟ أين هو من المذابح التى يتعرض لها الأطفال والنساء والشيوخ؟ أين هو من كل هذه المصائب التى تحدث على الأرض فى وقائع لم يشهدها التاريخ من قبل؟. أعتقد أن شعوب العالم أجمع أكدت بما لا يدع أدنى مجال للشك أن هناك تغافلًا من المجتمع الدولى وحكوماته وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية المؤيدة لكل هذه الجرائم.

نعم هناك إصرار شديد على توسيع دائرة الحرب فى المنطقة وإصابتها بالفوضى والاضطراب، حتى يتحقق المشروع الإجرامى للمخطط الصهيونى الأمريكى. وما أقوله ليس خافيًا على أحد بل الدنيا كلها تعلمه، ولكن هيهات أن يتحقق بفضل وعى الشعوب العربية وحكمة قيادتها الرشيدة وعلى رأسها مصر والأردن، دولتا المواجهة والتحدى.