رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التطوير الحضري في العتبة.. رؤية جديدة لتنظيم الأسواق وحماية السكان

جريدة الدستور

شهد ميدان العتبة في الفترة الأخيرة عدة حرائق متكررة نتيجة انتشار محال الأقمشة بالقرب من العقارات السكنية، مما دفع الحكومة للتحرك نحو وضع حلول توازن بين الحفاظ على الطابع التاريخي للمنطقة وضمان مصادر رزق الباعة.

خطة تطوير منطقة العتبة

في إطار هذه الجهود، اجتمعت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، مع الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، لبحث سبل تطوير منطقة العتبة والشوارع المحيطة بها، حيث تنتشر محال عشوائية بين الأحياء السكنية.

خلال الاجتماع، تم عرض التصميمات النهائية للوحدات المقترحة للباعة الجائلين في شوارع الجوهري ويوسف نجيب والعسيلي، التي ستحل محل "الفرشة" التقليدية التي كانوا يستخدمونها لعرض بضائعهم قبل الحرائق. سيتم تخصيص هذه الوحدات لكل بائع في الشوارع المستهدفة، خاصة بجوار المباني التي تعرضت للحريق في شارع الجوهري.

وقد لاقى هذا المشروع استحسان ممثلي الباعة والتجار، الذين أبدوا إعجابهم بالوحدات المقترحة وبالتصميم الجديد للشوارع، حيث سيسهم التطوير في تحسين الوجه الحضاري للمنطقة ويضمن عرض المنتجات بطريقة منظمة وآمنة، بما يحقق بيئة ملائمة للمترددين على المنطقة.

 

وسبق وشهدت منطقة العتبة حريق هائل في المخازن والمحلات طال العقارات السكنية، فكيف يمكن التخلص من تلك الأزمة؟

 

رؤية خبير التطوير الحضري: الحل يكمن في تنظيم الأسواق

يرى الحسين حسان، خبير التطوير الحضري، أن الأزمة لها شقّان رئيسيان: الأول هو وجود المحال العشوائية وسط العقارات السكنية، والثاني يتعلق بأن هذه المحال تعتبر مصدر رزق أساسي للعديد من الأسر، وبالتالي يجب أن تأخذ الحلول بعين الاعتبار هذين البعدين.

وأوضح حسان: "يمكن تحويل العتبة إلى منطقة تجارية بالكامل، مثل منطقة الروبيكي، وذلك من خلال تخصيص مساحات تجارية محددة ونقل العقارات السكنية من قلب الميدان، على الرغم من أن هذا الحل قد يبدو صعبًا. بديل آخر هو إنشاء سوق مخصص للباعة والتجار في منطقة محددة، مما يتيح الحفاظ على الطابع السكني للميدان وحماية أرزاق أصحاب المحال في آن واحد."

وأضاف: "ما يحدث في العتبة وغيرها من المناطق العشوائية يتسبب في حرائق هائلة، خصوصًا في فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة. هذه الحرائق لا تؤدي فقط إلى خسائر مادية، بل تطال أيضًا أرواح الأبرياء. لذلك، من الضروري أن تكون هناك رقابة وإشراف كاملين من قبل الإدارات المحلية، مع اتخاذ إجراءات فورية بناءً على الشكاوى الواردة من المواطنين."

وأشار حسان إلى أن مصر تضم 236 مدينة و185 مركزًا و90 حيًا، وكل منها يواجه تحديات مختلفة، خاصة المناطق التابعة للإدارات المحلية التي تعاني من أزمات أكبر مقارنة بالمجتمعات العمرانية الجديدة.

واختتم حسان حديثه مؤكدًا أن ضعف الرقابة على هذه المناطق والمحال غير المرخصة يعد جزءًا كبيرًا من المشكلة، مما يستدعي إنشاء "شرطة للإدارات المحلية" تكون مسؤولة عن تنظيم تواجد المحال التجارية داخل الأحياء السكنية، على غرار شرطة الإدارات الهندسية.

 

ومؤخرًا وقع حريق ضخم في منطقة العتبة، إذ نشب حريق هائل داخل عقار يستخدم كمخازن ومحلات ملابس في منتصف شارع البوسطة أمام جراج العتبة، والذي امتد للطوابق العليا من ذات العقار ما تسبب في خسائر مادية كبيرة.

ورجحت التحريات الأولية، أن السبب في الحريق الذي نشب بمخزن الملابس هو ماس كهربائي بسبب الحرارة الزائدة، ثم حدث انتشار النيران بشكل سريع، إذ أن البناية القديمة التي انتشر بها الحريق تضم 25 محلًا تجاريًا بالدور الأرضي، و25 مكتبًا بالدور الأول.

وكانت الخسائر في الحريق السالف هي وفاة شخص واحدة نتيجة اختناق، وبلغ عدد المصابين 12 شخصًا، وتم نقل 6 حالات إلى المستشفى إثر إصابتهم باختناق، إلى جانب اشتعال عشرات المحال التي قدر أصحابها خسائرهم بالملايين.