يوسف زيدان عن "تحرش التيجانى": التصوف لا صلة له بالطرق الصوفية
علق الكاتب الدكتور يوسف زيدان، على اتهام صلاح التيجاني، بالتحرش بفتاة، بقوله "إن التصوف لا صلة له بالطرق الصوفية، ولا تشابه بينهما إلا في أوهام العوام والجهلة من الناس".
النزعة الصوفية الكامنة في كل إنسان لا علاقة لها بدين معين
واتهمت فتاة تدعى "خديجة"، صلاح التيجاني الذي يدعي علاقته بالطريقة الصوفية التيجانية، بالتحرش بها، وكتبت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتب يوسف زيدان عبر حسابه الشخصي بالفيسبوك أيضًا، مشيرًا إلى أن التصوف لا علاقة له بالطرق الصوفية.
وقال "زيدان" معقبًا على اتهام صلاح التيجاني بالتحرش: "بصرف النظر عن صحة واقعة التحرش المنسوبة لشيخ الطريقة الصوفية، وحقيقة ما جرى منه مع تلك الفتاة التي كانت مريدة له، لا بد لنا أن نُدرك ونعي تمامًا، ما يلي: أولًا التصوف لا صلة له بالطرق الصوفية، ولا تشابه بينهما إلا في أوهام العوام والجهلة من الناس، فالتصوفُ نزعة إنسانية فردية كامنة في النفوس، وقد تتوهّج أو تنطفئ بحسب وعي صاحبها، وأما الطرقُ الصوفية فهي فولكلور شعبي وتنظيم اجتماعي، حظي بتشجيع من الحكام المماليك ثم العثمانيين ثم الحكام المعاصرين الحريصين على بقاء المحكومين في حالة غيبوبة وانشغال عن الواقع المعيش".
ثانيًا: النزعة الصوفية الكامنة في كل إنسان، لا علاقة لها بدين معين. لكن التجارب الصوفية تكتسي بالطابع الثقافي السائد في هذا المجتمع أو ذاك، فتسمى عندنا تصوف وعند اليهود "قبّالا" وعند المسيحيين "رهبنة" وعند الهنود "نُسُك" وعند غيرهم "روحانية" مع أن الجوهر واحد.
ثالثًا: التجربة الروحية في تراثنا استمرت مئات السنين، قبل ظهور الطرق الصوفية. فالتالية أسماؤهم لم ينضموا هم ومعاصروهم إلى أيّ طريقة صوفية: رابعة العدوية، ذو النون المصري، الحلاج، الشبلي، النفّري، الغزالي، ابن عربي.. وغيرهم ممن عاشوا قبل انتشار الطرق الصوفية كتنظيم اجتماعي (فلكلوري).
رابعًا: التصوف ليس مشروطًا بصحبة الشيوخ، وكثيرون من كبار الصوفية والمتصوفة لم يكن لهم شيخ: الحكيم الترمذي، الجنيد، البسطامي، الحلاج.. وغيرهم من صفوة أهل الولاية، كما أن صحبة الشيوخ في زمن انتشار الطرق ليست مستدامة ولا يجب أن تطول، وهو ما عبّر عنه الإمام عبدالقادر الجيلاني بقوله: لا رضاع بعد الحَوْلين، وحين يعرف المريد طريقه إلى الله، فلا بد أن يُقطع عن شيخه المُربِّي قطعًا، فلا يلتقيان إلا مصادفة، وأَنّى يلتقيان وقد خولف بين طريقيهما (الطرق إلى الله على عدد أنفاس البشر.. كما قال نجم الدين كُبرى).
خامسًا: كل من يحب الظهور ويتأنّق في مظهره ويُفرط في تلوين ملبسه وتنميق هيئته، فهو ببساطة ليس صوفيًا، ولا يصح الظن بأنه شيخ صوفي، فالتصوف جوهر ينأى تمامًا عن المظهر.
واختتم "زيدان" تعقيبه علي اتهام التيجاني بالتحرش: أخيرًا: "ما يظن معظمُ الـمعاصرين أنهم شيوخ تصوف، هم في حقيقة أمرهم مخادعون، أو بتعبير عامّي: بَكَّاشون، أو بتعبير عامّي سكندري بَلَمُوطي".