الشخصية المصرية الجديدة
فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة مهمة فى كلمته التى ألقاها خلال هذا الاحتفال، وهى ضرورة الاهتمام ببناء الإنسان المصرى. وهذا يعنى أن هناك حرصًا شديدًا من الدولة المصرية على أهمية تكوين الشخصية المصرية القوية التى تتناسب مع الجمهورية الجديدة.
رسالة الرئيس بالغة الأهمية، لأنها تركز على أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد اهتم ببناء الإنسان. ومن باب أولى ونحن فى عصرنا الحاضر أن نستغل كل التكنولوجيا وكل الأدوات الجديدة فى بناء الشخصية المصرية.
والحقيقة أن القيادة السياسية قد حرصت شديد الحرص على أهمية بناء الإنسان المصرى، وقد تمثل ذلك فى العديد من الإنجازات التى تحققت على الأرض، وأبرزها على الإطلاق ما صدر فى خطاب التكليف الصادر إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بأهمية التركيز على التغيير والتحديث فى وزارات الثقافة والصحة والتعليم والشباب والرياضة؛ من أجل تكوين شخصية مصرية جديدة معاصرة، تتواكب مع الواقع الجديد الذى يعيشه العالم حاليًا، إضافة إلى تعيين نائب لرئيس الوزراء للتنمية البشرية، وإطلاق المبادرة الرئاسية «بداية» التى تحدثت عنها سابقًا؛ من أجل بناء الإنسان.
كل ذلك يأتى فى إطار حرص القيادة السياسية على أهمية تكوين شخصية مصرية تليق مع الواقع الجديد الذى نحياه الآن.
الرئيس السيسى أكد فى كلمته أهمية المزيد من بذل الجهود فى بناء الإنسان أخلاقيًا وعلميًا وثقافيًا ومعرفيًا ونوعيًا؛ من خلال استخدام جميع الوسائل الحديثة والأساليب المتطورة التى تتفق مع طبيعة العصر ومستجداته حتى ينطلق الإنسان فى تعامله مع غيره من خلال مبادئ سامية، يعمها الخير والنفع والرفق والشفقة والرحمة بجميع الناس، لتعيش كل الشعوب فى أجواء من السلام والأمان. ويكون منهجها عند الاختلاف قائمًا على أساس من الحوار والإقناع دون إكراه أو إساءة.
رسالة الرئيس صريحة وواضحة بشأن أهمية تكوين شخصية جديدة مختلفة، تتعامل مع كل مستجدات العصر الحديثة، وقادرة على مواجهة التحديات والأزمات، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال هذه الشخصية القوية القادرة على المواجهة المتسلحة بالعلم والمعرفة. ولذلك لم يكن غريبًا على الإطلاق أن نجد هذا الاهتمام البالغ بقضية بناء الإنسان المصرى المعاصر من خلال الكثير من المواقف التى تتم على الأرض حاليًا.
قضية بناء الإنسان تعنى فى المقام الأول تغيير المفاهيم الخاطئة، وتعنى التعليم الجيد الذى يتواكب مع معطيات العصر، وتعنى أيضًا التركيز على الهوية الثقافية المصرية والانتفاع بكل ما سبق من تاريخ حضارى. وبذلك يتشكل الواقع الجديد والحاضر المعاش بفكر جديد ورؤية جديدة تخدم بالدرجة الأولى الوطن والمواطن.
رسالة الرئيس من أبرز الرسائل التى تم إطلاقها خلال الآونة الأخيرة لأنها تلخص أمرًا بالغ الأهمية، يتعلق بتشكيل شخصية مصرية جديدة تتمتع بوعى وفكر وثقافة. إضافة إلى أن هذه الشخصية بذات السمات تكون لديها القدرة القوية على مواجهة التطرف والإرهاب وخلافه. وهذا يعنى أن هذه الشخصية تكون قادرة على التصدى لأى انحراف فى الفكر وأى توغل فى الرأى أو أى إرهاب تكون عواقبه وخيمة. وبالتالى من المهم جدًا على جميع الأجهزة المعنية داخل الدولة المصرية، وجميع الوزارات، أن تكون على قدر هذه الرسالة الواضحة. ويعنى هذا أيضًا أهمية وجود شخصية مصرية جديدة لديها القدرة على التعاطى مع المعطيات الجديدة والتصدى لكل ما يدعو الى التخريب والإساءة وبعيدًا عن العنف والفوضى والاضطراب الذى يؤثر بالسلب على الوطن والمواطن.
بناء الإنسان المصرى يعنى الحفاظ على الأمن القومى المصرى من كل الشرور، وهذا لن يتأتى إلا بالشخصية الوطنية التى تتمتع بفكر وثقافة ورأى وعلم، ولا يعنى فئة دون أخرى وإنما الكل لديه دور مهم جدًا. هذه هى رسالة الرئيس المهمة فى ذكرى مولد الرسول، صلى الله عليه وسلم، أول من اهتم ببناء الإنسان على وجه الأرض.