رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير تعدينى يكشف المخاطر المحسوبة فى صناعة التعدين

التعدين السطحي
التعدين السطحي

 صناعة التعدين قطاعًا مليئًا بالتحديات والمخاطر، لكنها تعد من أهم القطاعات الاقتصادية التي تفتح آفاقًا واسعة للاستثمار والتنمية، فمنذ القدم، ارتبط استخراج المعادن بالجرأة والمخاطرة إلا أن التطور التكنولوجي والعلمي جعل من الممكن تحويل هذه المخاطر إلى فرص محسوبة ومدروسة. 

 

المخاطر المحسوبة فى صناعة التعدين

يعتمد استخراج كل خام من باطن الأرض على دراسات دقيقة تبدأ بالكشف السطحي وتصل إلى الحفر العميق، مما يساعد على تقليل المخاطر وزيادة فرص النجاح في عمليات التعدين.

 

أنواع المخاطر في التعدين

ووفقًا للجيولوجي محمد إمام، الخبير واستشارى التعدين، يُعتبر التعدين مجموعة من العمليات التي تهدف إلى استخراج خام ذي قيمة اقتصادية، وتظل المخاطر جزءًا لا يتجزأ من هذه الصناعة، كما تتفاوت المخاطر في التعدين بناءً على نوع الخام، قيمته الاقتصادية، وكيفية تواجده في الطبيعة. 

 

التعدين السطحي المكشوف

وأوضح الجيولوجي محمد إمام فى تحليله لـ«الدستور» أن التعدين السطحي المكشوف يُعد الأقل مخاطرة لأنه يعتمد على رؤية الخام مكشوفًا على سطح الأرض، مثل تعدين الحجر الجيري بأنواعه المختلفة أو تعدين رمال الزجاج البيضاء، وفي هذه الحالة تركز الدراسات على تقييم ثبات وتجانس المواصفات الفيزيائية والكيميائية للخام لتوجيهه إلى العمليات الصناعية المناسبة.

 

الحفر الآر سي

أما بالنسبة للخامات التي تكون مكاشفها السطحية محدودة، ومعظمها يقع تحت سطح الأرض، فإنها تمثل مستوى متوسطًا من المخاطر، في هذه الحالات، يتم اللجوء إلى تقنيات استكشاف متقدمة مثل الجيوفيزياء أو الحفر الآر سي أو اللبى غير العميق، إلى جانب استخدام الجيوكيمياء، ومع زيادة عمق الخام، ترتفع تكاليف الدراسات وبرامج الاستكشاف، مما يزيد من المخاطر المحتملة.

 

أعلى مستويات المخاطرة المحسوبة في التعدين

وقال إمام إنه في قمة هرم المخاطر المحسوبة يأتي تعدين الذهب، والذي يعد من أكثر عمليات التعدين مخاطرة، حيث يتفاوت مستوى المخاطرة في تعدين الذهب حسب حجم المشروع وقدرات المستثمر المالية والفنية. 

 

وتبدأ هذه العملية من التعدين الأهلي العشوائي، الذي يعتمد على الحظ إلى حد كبير، وفي هذه الحالات، تكون الأدوات بسيطة مثل اللودر وأجهزة الكشف عن الذهب، ويتقاسم المشاركون العوائد بالتساوي. 

 

كما أشار محمد إمام، إلى أنه ثم تأتي المشاريع الصغيرة، والتي تتطلب استثمارات تصل إلى 10 مليون دولار في مراحل الاستكشاف المختلفة حتى الوصول إلى الإنتاج، أما المشاريع الكبيرة، فهي تمثل أعلى مستويات المخاطرة المحسوبة.

 

كيفية حساب المخاطرة في تعدين الذهب

وأكد أن خبراء استكشاف وتعدين الذهب حول العالم يؤكدون، أن كل مرحلة من مراحل الاستكشاف تحمل مخاطر محسوبة ومدروسة، ولا توجد شركة تستثمر ملايين الدولارات دون تقييم جدوى المشروع الاقتصادية. 

 

كما تزداد المخاطر في المراحل الأولى والثانية من الاستكشاف، حيث تُحدد فيها جدوى الاستثمار المستقبلي، وتكون علاقة المصروفات بالمخاطر عكسية؛ فكلما زادت المصروفات، قلت المخاطرة.

 

تكاليف الاستكشاف وقياس الاحتياطي

أوضح إمام تتمثل المخاطرة الأساسية في تكلفة برنامج الاستكشاف بجميع مراحله المختلفة حتى الوصول إلى قياس الاحتياطي، وكلمة قياس الاحتياطي قد تصل تكلفتها في بعض المشاريع الكبرى إلى 90 مليون دولار، بسبب الحاجة إلى حفر آلاف الأمتار الطولية من الحفر اللبى، وتصنيفها جيولوجيًا، وحفظها في مخازن مخصصة، وتجهيز مئات الآلاف من العينات الناتجة من الحفر للتكسير والطحن والتحليل الكيميائي والميتالورجي وفقًا للمعايير العالمية.

 

المخاطرة الحقيقية

كما أشار الجيولوجي محمد إمام، إلى أنه تكمن المخاطرة الحقيقية في أنه بعد كل هذه التكاليف، قد تكون النتيجة وجود احتياطي من الذهب غير اقتصادي لا يصلح للاستخراج والإنتاج، لذا، يعتمد النجاح في هذه المشروعات على اختيار العناصر الفنية المدربة والمؤهلة، مثل الجيولوجيين، ومهندسي التعدين، والكيميائيين، والفنيين، والعاملين المدربين. 

كما يجب أن يكون للمستثمر القدرة على تحديد المستوى المالي المناسب لمشروعه، لتحقيق الأهداف المرجوة وضمان تكامل فريق العمل.