مع احتفالات الملكيين بعيده.. الكنيسة: الصليب أعاد النور للعالم
تحتفل كنيسة الروم الملكيين في مصر بحلول عيد الصليب، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه منذ الآن، ستتبدّد الظلمات وتنجلي الحقيقة من خلال الصليب، كما قال لنا الرسول يوحنّا: "لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال... هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا".
سيُجرّد الموت، وسيسلّم الجحيم أسراه، وسيتحرّر الإنسان، وسيحكم الربّ وسيعمّ الفرحُ الخليقةَ. الصليب سينتصر وسيأتي جميع الأمم والقبائل والألسنة والشعوب لعبادته. مع الطوباوي بولس الذي صرخ: "أَمَّا أَنا فمَعاذَ اللهِ أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يسوعَ المسيح!"، نجد في بالصليب فرحنا.
الصليب أعاد النور للعالم، وطرد الظلام وجمع الأمم من الغرب إلى الشرق، ومن الشمال إلى البحر في كنيسة واحدة وإيمان واحد ومعموديّة واحدة بالمحبّة. ارتفع الصليب في وسط العالم، مثبّتًا على الجلجلة.
تسلّح الرسل بالصليب وانطلقوا يبشّرون ويجمعون العالم في عبادته، متخطّين كلّ قوّة معادية. من خلال الصليب، اعترف الشهداء بإيمانهم بجرأة ولم يخافوا من ظلم المستبدّين. كما حمله جميع الرهبان بفرح عظيم وجعلوا من الوحدة مسكنهم.
حين يعود المسيح في مجيئه الثاني، سيظهر هذا الصليب أوّلاً في السماء، صولجانًا ثمينًا وحيًّا وحقيقيًّا ومقدّسًا للملك العظيم: "وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان" سنراه محروسًا من الملائكة، مضيئًا للأرض، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أبهى من الشمس ومعلنًا يوم الربّ.
قال الربّ يسوع: "الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟" اِسمع ما أضاف بعد ذلك: "يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة. يا أَبتِ، مَجِّدِ اسمَكَ" لقد علّمنا الرّب ما يجب أن نفكّر فيه، ما يجب أن نقول، ومن يجب أن نستدعي، ومِمّن ننتظر الرجاء، وأن نُفَضّل المشيئة الإلهيّة على مشيئتنا البشريّة.
فلا يظهرنّ لنا أنّه قد نَقُصَ من جلاله لأنّه أراد أن يرفعنا من انحطاطنا. لقد تنازل وقبل أن يُجَرَّب من الشيطان ذلك الّذي هو قادرٌ بكل تأكيد على ألاّ يتعرّض للتجربة دون إرادته والّذي باستطاعته ألاّ يتعذّب لو لم يشأ ذلك... لقد أجاب الشيطان بالطريقة التي يفترض بنا أن نتمثّل بها حين نتعرّض للتجربة. لقد جُرِّب بالتأكيد ولكنّه لم يتعرّض للخطر وذلك ليعلّمنا نحن الّذين نقبع في خطر التجربة أن نُجِيبَ المجرِّب وألاّ نتبعَهُ، وإنّما أن نخرج من خطر التجربة.