محلل سياسى: فتح الجبهة اللبنانية على مصراعيها سيؤدى لوقف المحادثات فى غزة
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، إنه لا جديد فيما يخص التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن شن حرب في جبهة الشمال أو الجنوب اللبناني، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، تتوالى التصريحات والتهديدات الإسرائيلية.
وأضاف لـ"الدستور"، أن إسرائيل لا تريد في الوقت الحالي الدخول فعليًا في حربٍ شاملة في جنوب لبنان كونها لن تسطيع تحمل تكلفة 3 جبهات: غزة، الضفة الغربية، وجنوب لبنان، بل ستكتفي بضرباتٍ وقائية كما يُسمِّيها الجيش الإسرائيلي تستهدف قيادات من "حزب الله" أو مواقع استراتيجية له بهدف تفريغ شريط طويل يمتد على طول الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل.
وأوضح عاكوم، أن إسرائيل تحاول كل فترة التقدم قليلًا، وتقول آخر معلومات إنها ستقصف منطقة الوزاني، مشيرًا إلى أن هذا الأمر تنتهجه إسرائيل لإفراغ المناطق واحدة تلو الأخرى من عناصر "حزب الله"، الذين يجدون صعوبة بالغة في الظهور العلني حاليًا وإنما يكتفون بالتنقل عبر الأنفاق.
مغامرة إسرائيل باجتياحٍ جديد للبنان تشعل المنطقة
وتابع أنه إذا قررت إسرائيل اليوم المغامرة باجتياحٍ جديد للبنان، فهذا سيُشعل المنطقة من دون شك، وسيؤدي إلى إعادة اشتعال غزة والضفة الغربية، وكذلك منطقة الجولان السوري، حيث التواجد الكبير لـ"حزب الله" في الجنوب السوري، وبإمكانه القيام بعمليات هناك، وحتى إطلاق مئات الصواريخ كونه يمتلك ترسانة كبيرة في سوريا، بالإضافة إلى إشعال جبهة اليمن من جديد والتهديد بالصواريخ وإغلاق الممرات المائية، بالإضافة إلى الجبهة العراقية التي قد تتدخل من خلال الجبهة السورية.
وأكد عاكوم، أن إسرائيل تعي تمامًا أن ضرب "حزب الله" بهذه الطريقة سيؤدي إلى إشعال المنطقة، وهذا أمر لا تريده هي وداعميها كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وبريطانيا، خاصة أنهم يعلمون تمامًا أن إشعال المنطقة بهذا الشكل سيؤدي إلى أضرارٍ ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع، كون منطقة الشرق الأوسط أصبحت محورية على جميع الأصعدة، سواء بالنسبة للنفط أو للتجارة العالمية، وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤدي إلى ضربة للأسواق العالمية من الناحية الاقتصادية، وهذا أمر لا تريده الدول الكبرى والدول الأوروبية، كونها لا تزال تتعافى من تبعات أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
محادثات وقف إطلاق النار في غزة
ونوه الكاتب اللبناني، بأن فتح الجبهة اللبنانية على مصراعيها سيؤدي إلى وقف المحادثات في غزة بشكلٍ كامل كون "حزب الله" وحركة "حماس" يروّجان إلى أن الجبهتين مرتبطتان، وهو ما أكده أكثر من مرة أمين عام "حزب الله" بأنه قد يوقف إطلاق الصواريخ إذا تم وقف إطلاق النار في غزة، كما أن "حماس" لن تصمت إن فُتِحَت جبهة الجنوب اللبناني وهو ما سيؤدي بالتالي إلى إفشال المفاوضات، خاصة أن العديد من الدول المهتمة بملف وقف إطلاق النار مثل مصر تريد وقف إطلاق النار في غزة، وتبريد الجبهة اللبنانية، وتسعى جاهدة إلى عدم وصول الأمور إلى النقاط الحمراء التي لا يمكن الرجوع عنها.