فلسطينيون لـ«الدستور»: وقف إدخال المساعدات الإنسانية وتكثيف القصف الجوى أبرز أساليب «الإجبار على الرحيل»
حذر خبراء فلسطينيون من خطورة ما تسمى «خطة الجنرالات»، التى تستهدف تهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، كمرحلة أولى، ثم بناء مستوطنات فى الشمال، ضمن مخططات دولة الاحتلال لتهجير الفلسطينيين، وتصفية قضيتهم العادلة للأبد.
وشدد الخبراء الفلسطينيون، فى حديثهم لـ«الدستور»، على أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، لا تتوقف عن وضع مخططات لتهجير سكان قطاع غزة والسيطرة عليه بشكل كامل، ضمن المخططات المستمرة لإبادة الشعب الفلسطينى.
وقالت الدكتور تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن هذه الخطة قائمة على استخدام القصف الجوى، وأسلوب التضييق من خلال وقف إدخال المساعدات الإنسانية، لبعث رسالة لجميع المواطنين تدفعهم إلى الخروج، مفادها «من لن يخرج منكم فمصيره الموت البطىء»، فى ظل التجويع الممنهج أو القتل أو الاعتقال.
وأضافت: «هدف الليكود من ذلك دعم موقفه فى الانتخابات، خاصة أن أفعال بنيامين نتنياهو قللت من قوة الحزب بين الإسرائيليين، وهو ما ظهر فى استطلاعات الرأى، التى أشارت إلى فوز الحزب بـ٢٤ مقعدًا، بعد أن كانت ١٨ فى بداية الحرب، مدفوعة بالتموضع العسكرى فى جنوب قطاع غزة، واحتلال محور فيلادلفيا».
وواصلت: «كل هذا شجع أعضاء الليكود على استمرار الحرب، وإعادة احتلال شمال قطاع غزة، والتموضع الأمنى والعسكرى هناك، ومن ثم بناء مشاريع سياحية وزراعية واستثمارية، بعد تهجير المواطنين الفلسطينيين إلى وسط القطاع».
وحول الانقسام الداخلى والتحركات لتشكيل حكومة بديلة، بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، قالت الباحثة الفلسطينية: «مقترح الحكومة البديلة سيفشل لعدة أسباب، فما زال نتنياهو يحافظ على تماسك الحكومة الحالية الائتلافية اليمينية، إلى جانب ضعف المعارضة، وعدم امتلاكها برنامجًا انتخابيًا قادرًا على مواجهة برنامج نتنياهو».
وأضافت: «لذلك كله ستفشل مساعى لابيد وجانتس لتشكيل حكومة بديلة بهدف إطلاق سراح المحتجزين، وإن كان هدفهما الرئيسى هو إسقاط نتنياهو، وعقد انتخابات مبكرة لتحقيق ذلك، بما يُمكن نتنياهو من الإبقاء على حكومته خلال الحرب».
وقال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن مخططات إسرائيل لتضييق الخناق ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ماضية كما هى، فى ظل عدم وجود قوة ردع دولية حقيقية لإيقاف إسرائيل عما تفعله فى القطاع، بالمخالفة لأحكام القانون الدولى.
وأضاف «أبولحية» أن ما تُسمى بـ«خطة الجنرالات»، بما تتضمنه من فرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة، من خلال تهجير كل المواطنين فى شمال غزة إلى جنوبه، تعنى السيطرة الفعلية على نصف مساحة القطاع، ليصبح ٢٫٢ مليون فلسطينى فى غزة يعيشون على مساحة لا تتجاوز ١٠٠ كم مربع فى الجنوب.
وواصل أستاذ النظم السياسية: «حصر المواطنين الفلسطينيين فى هذه المساحة الضيقة، وفى ظل الظروف القاسية والمعاناة الشديدة الحالية، يعنى توفير ظروف تدفعهم للهجرة خارج قطاع غزة، من خلال الميناء البحرى المؤقت، الذى تم تفكيكه فى وقت سابق، وقد يُعاد تركيبه من خلال جيش الاحتلال الإسرائيلى منفردًا، فى سياق مخطط التهجير الذى يطمح فيه الإسرائيليون.
وأكمل: «الخطوة التى تجعل نتنياهو يستشعر خطر حل حكومته هو تفكك الائتلاف البرلمانى الذى أتى به إلى رأس الحكومة الإسرائيلية، وبالتالى فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى ما زال يتمسك بتحالف الأغلبية داخل الكنيست الإسرائيلى، والذى يعد ضمانة لعدم حل الكنيست، وبالتالى صعوبة إقالة الحكومة، فى ظل تمسكه بالبقاء فى السلطة لأطول فترة ممكنة، ولو على حساب الجميع».