خبراء فلسطينيون يعلقون لـ"الدستور" على ترحيل الاحتلال لأهالي شمال غزة
علق عدد من الخبراء الفلسطينيين، على إقدام الاحتلال الإسرائيلي على ترحيل أهالي شمال قطاع غزة لمناطق أخرى في الجنوب وتحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن حزب الليكود يطالب بتنفيذ خطة الجنرالات لترحيل قاطني شمال قطاع غزة ويقدر عددهم بـ300 ألف مواطن فلسطيني من خلال استخدام القصف الجوي وأسلوب التضييق من خلال وقف إدخال المساعدات الإنسانية بعد إرسال رسالة لجميع المواطنين من أجل الخروج، والذي لم يخرج فمصيره الموت البطيء بسبب التجويع الممنهج أو القتل أو الاعتقال.
حداد: هدف خطة الليكود تعزيز موقفه الانتخابي
وأوضحت حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الهدف من ذلك هو لتعزيز موقفهم الانتخابي تحديدًا أن استمرار تحدي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو رئيس حزب الليكود عاد من مخزون الليكود الانتخابي وظهر ذلك من خلال استطلاعات الرأي التي ارتفعت إلى 24 مقعدًا رغم أنه في بداية الحرب كانت مقاعد الليكود 18 مقعدًا، ونتيجة تحقيق نتنياهو التمركز العسكري في جنوب قطاع غزة واحتلال محور فيلادلفيا شجع أعضاء الليكود على استمرار الحرب وإعادة احتلال شمال قطاع غزة والتموضع أمنيًا وعسكريًا في شمال القطاع لبناء مشاريع سياحية وزراعية واستثمارية بعد تهجير المواطنين الفلسطينيين إلى وسط القطاع، وبعد حدوث ذلك فإن أسهم الليكود تبقى المتصدر.
وحول الانقسام الداخلي والتحركات لتشكيل حكومة بديلة للتوصل إلى اتفاق حول غزة، قالت "حداد" إن تطبيق الحكومة البديلة سيفشل لأكثر من مؤشر أولًا ما زال نتنياهو يحافظ على تماسك الحكومة الحالية الائتلافية اليمينية والمؤشر الآخر ضعف المعارضة، ولا تحمل برنامجًا انتخابيًا مجابهًا لبرنامج نتنياهو، لذلك ستفشل طلبات لابيد وجانتس لتحقيق حكومة بديلة بتذرعهم إخراج المحتجزين، ولكن أيضًا هدفهم إسقاط نتنياهو وحدوث انتخابات مبكرة تسقط نتنياهو، لذا لن يقبل بذلك ويبقى نتنياهو المحافظ على حكومته من خلال استمرار الحرب.
أبولحية: مخططات الاحتلال مستمرة لعدم وجود ردع دولي حقيقي
من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن مخططات الاحتلال الإسرائيلي في تضييق الخناق ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ماضية بالتنفيذ، وذلك نظرًا لعدم وجود قوة ردع دولية حقيقية لإيقاف إسرائيل عما تفعله في القطاع بمخالفة القانون الدولي.
وأضاف أبولحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما يسمى بخطة الجنرالات والتي تقوم على فرض السيطرة الكاملة على القطاع، وذلك من خلال عدة إجراءات تتم على أرض الواقع يأتي في مقدمتها تهجير كافة المواطنين الموجودين في شمال غزة إلى جنوبه، هذه الخطوة تعني السيطرة الفعلية على نصف مساحة قطاع غزة، وبالتالي يصبح 2.2 مليون فلسطيني في غزة على مساحة لا تتجاوز 100 كيلو متر مربع في جنوبه.
وتابع أبولحية: "من المؤكد أن هذه الخطوة إن تمت وقد تم حصر المواطنين الفلسطينيين في هذه المساحة الضيقة وفي ظل هذه الظروف القاسية والمعاناة الشديدة، فإنها سوف تكون ظروفا موجهة نحو التهجير إلى خارج قطاع غزة وذلك من خلال الميناء البحري المؤقت الذي تم تفكيكه مؤقتًا، وقد يعاد تركيبه من خلال جيش الاحتلال الإسرائيلي منفردًا، وذلك في سياق مخطط التهجير الذي يطمح به الإسرائيليون".
وأكد أبولحية أن الخطوة التي تجعل نتنياهو يستشعر خطر حل حكومته هو تفكك الائتلاف البرلماني الذي أتى به إلى رأس الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي فإن نتنياهو ما زال يتمسك في تحالف الأغلبية في داخل الكنيست الإسرائيلي والذي يعد ضمانة له في عدم حل الكنيست، وبالتالي صعوبة إقالة الحكومة.