لا تنشغلوا بالهوامش وتتركوا التحديات
لماذا تغيب عن المصريين قضية خطيرة جدًا، وهى أن مصر تواجه أبشع التحديات على مر تاريخها الطويل. هذه التحديات من كل الجهات؛ من الناحية الشرقية حيث الحرب الإسرائيلية البشعة، ومن الناحية الغربية حيث الفوضى فى ليبيا، ومن الجنوب الكوارث فى السودان واليمن والتوتر فى البحر الأحمر.. كل ذلك والتربص قائم بشكل لم تتعرض له البلاد من ذى قبل. هذه القضية تتطلب من الجميع أن يتسلح بالوعى وأن يتم تفويت كل الفرص على الذين يريدون ضياع مصر وسقوطها كجيرانها فى الفوضى والاضطراب.
نعم هناك إصرار شديد على النيل من مصر، بل هناك حرب شعواء، كما قلت، لمنع مصر من القيام بتنفيذ المشروع الوطنى الجديد الذى نقل البلاد نقلة مختلفة تمامًا عما كانت عليه. ولا أكون مبالغًا إذا قلت إن مشروع الدولة الجديدة يربك الدنيا ويزيدها اشتعالًا فى الحرب ضد مصر، ودائمًا ما يضعون أمام أعينهم الدور الكبير الذى قام به محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، وكيف اجتمعت الدول الغربية على تحجيم الدور المصرى، ولا أحد ينسى معاهدة لندن التى كانت النقطة الفاصلة فى تاريخ مصر الحديث، عندما بدأت فى منع تقدم مصر وحصارها بشكل خطير حتى لا تتأسس الدولة الجديدة، كما قلت ذلك من قبل.
وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث تقوم دول أهل الشر من البداية بحرب شعواء على المشروع الوطنى الجديد، فى محاولات مستميتة ومضنية لوقف التقدم المصرى الجديد، حيث يتم تسخير الإعلام لتشويه الموقف المصرى الجديد، وإدخال البلاد فى دوامات غريبة وعجيبة، إضافة إلى تصوير الأوضاع فى مصر بالمضطربة وغير الآمنة، لمنع السياح من دخول البلاد، والهدف هو تركيع مصر ومنع تحقيق المشروع الوطنى الجديد.
وكل من يفكر فى ذلك واهم، ولن ينال أحد مراده أبدًا طالما أن هناك شعبًا واعيًا وجيشًا قويًا وقيادة سياسية حكيمة. والجميع يعرف كل هذه الألاعيب التى تعد خطًا ممنهجًا ضد البلاد.
ولا يزال هؤلاء يطلقون أذنابهم من التابعين لهم، خاصة جماعات الإرهاب والتطرف صنيعة الخارج، واستخدام الجماعة الإرهابية التى تنفذ ذلك جيدًا بإثارة القلاقل والفتن، كما كانت تقوم بأعمال القتل والترويع. أكرر لن ينال هؤلاء مرادهم وبغيتهم بل سيحفظ الله هذا البلد بشعبه العظيم الذى لقّن الجميع درسًا فى ثورة ٣٠ يونيو، وبقيادته الحكيمة التى تدرك حجم هذه المخاطر الشديدة، وجيش مصر الذى يقف خلف الشعب والقيادة فى أكبر تحدٍ للدنيا كلها.
التربص قائم والخطر مستمر والأعداء يتحينون الفرصة. ولا بد من تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين الذين لا هم لهم سوى إسقاط الدولة أو على الأقل زعزعة تماسكها وإضعاف قوتها فى هذه المهاترات، ومنع عودتها قوية متينة.. وهذا يقتضى من الجميع أن يفيقوا ويتخلوا عن أى فرقة أو أى فرصة لأى متربص يساعد على تحقيق هدف الغرب وأمريكا وأدواتهما من جماعة الإخوان الإرهابية.
أستغرب شديد الغرابة من الذين لا يدركون هذه الحقائق الخطيرة وراحوا ينشغلون بقضايا فرعية وهامشية لا تجدى ولا تنفع فى ظل هذه الظروف الأكثر خطورة. وليعلم هؤلاء أن من ضمن الخطط المرسومة الآن هى الانشغال بأى شىء آخر غير القضية الأكثر خطورة، وهى التحديات والمخاطر التى تواجه مصر.
وليعلم الجميع أن المشروع الوطنى المصرى لحماية الأمن القومى من أى مخاطر أو تحديات.
وهناك رسالة مصرية صريحة للعالم بأن مصر دولة وطنية تعمل على حماية البلاد بالتوازى مع برامج إعادة البناء والإصلاح التى تتم على الأرض من خلال المشروعات الضخمة التى يتم تنفيذها وفى زمن قياسى. فالمشروع الوطنى ليس فقط الحرب على الإرهاب، ولا الحرب من أجل التنمية، وإنما وجود ما يحمى الوطن والمواطن والأرض المصرية وتأمين الإنجازات الضخمة التى تتم على الأرض.