تقرير إفريقي.. الفيضانات تغرق آمال التعافى فى جنوب السودان
قال موقع “The EastAfrican” إن جنوب السودان، الذي عانى من حرب أهلية لأكثر من عقد من الزمان وسط مشاكل اجتماعية واقتصادية أخرى، يواجه مرة أخرى آفة الفيضانات المزمنة، حيث غمرت المياه الآن معظم المناطق، خاصة في ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي، ما ترك السكان يكافحون الجوع وتفشي الأمراض وهجمات الحيوانات.
أشار الموقع المختص بقضايا الشرق الإفريقي في تقرير له اليوم الجمعة، إلى أنه عندما بدأت الفيضانات في عام 2020، كانت البلاد تحاول التعافي من حرب أهلية شهدت مقتل المئات وتشريد الملايين، ما جعلها تعتمد بشكل دائم على المساعدات الغذائية.
لفت إلى أن جنوب السودان يشكل حالة من التناقض؛ إذ الأراضي الصالحة للزراعة هناك قادرة على إطعام دول شرق إفريقيا بالكامل، ولكن الحرب التي تعصف بالبلاد، والحكومة المتعثرة، والفيضانات التي تعصف بها تجعلها حالة يرثى لها.
أضاف: "هناك أكثر من تسعة ملايين شخص (76% من السكان) في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ويواجه ثمانية ملايين آخرين انعدام الأمن الغذائي الحاد".
تسببت الأمطار الغزيرة منذ مايو من هذا العام، إلى جانب فيضان بحيرة فيكتوريا، في انفجار نهر النيل، ما أثر على ما يصل إلى 500 ألف شخص حتى الآن. وفي مناطق مثل مقاطعة دوك بولاية جونقلي، حيث الطرق غير سالكة في الأيام الماطرة، تتفاقم الأزمة يوما بعد يوم.
ووفقًا للتقرير، أثرت الفيضانات على مساحة واسعة من جنوب السودان، ولم تغمر فقط ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي، بل غمرت أيضًا واراب وغرب الاستوائية وشمال بحر الغزال ومنطقة بيبور الإدارية الكبرى.
وقال أراك سيمون، أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية في مركز ميرينج للرعاية الصحية الأولية: "هناك نزوح خطير للناس من مستوطناتهم، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية بسبب الاكتظاظ. وإلى جانب فيضان المياه، تنتشر أمراض مثل الملاريا بين السكان المحليين".
وأضاف: أن الفيضانات دمرت الماشية والمحاصيل، ما ترك الماشية والماعز بدون أرض رعوية ودمر الأراضي الزراعية.
أردف: "الوضع في مقاطعتي دوك وتويك إيست مدمر بشكل خاص".
جنوب السودان يواجه تأثير مركب للصراع في السودان
بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أونوتشا)، حتى الخامس من سبتمبر الجاري، تأثر أكثر من 710 آلاف شخص في 30 من 78 مقاطعة في جنوب السودان ومنطقة أبيي الإدارية بالفيضانات، ما تسبب في أضرار جسيمة للمنازل والمحاصيل والبنية التحتية الحيوية، وتعطيل الخدمات التعليمية والصحية، وزيادة خطر تفشي الأمراض.
نزح حوالي 2.6 مليون شخص في جنوب السودان بين عامي 2020 و2022، نتيجة للصراع والفيضانات. وتؤدي مياه الفيضانات الراكدة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي E، ولدغات الثعابين، والأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا.
ومع إصابة الناس بسوء التغذية، تصبح هذه الأمراض أكثر خطورة، وسوء التغذية يشكل بالفعل مشكلة كبيرة، خاصة بالنسبة لنحو 800 ألف شخص فروا إلى جنوب السودان من السودان بعد اندلاع الصراع هناك في أبريل 2023.
جنوب السودان يواجه بالفعل التأثير المركب للصراع في السودان. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، فإن 2.5 مليون طفل وامرأة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى 2.7 مليون بحلول ديسمبر، بسبب الأزمة في السودان.
حذرت توقعات منتصف العام التي وضعها خبراء الأمن الغذائي من أن الجمع بين الفيضانات والصراع قد يؤدي إلى مجاعة محلية بين يونيو 2024 ويناير 2025.
ولكن خطة الاستعداد والاستجابة للفيضانات من يونيو إلى ديسمبر2024، التي وضعتها حكومة جنوب السودان والشركاء الإنسانيون، تهدف إلى مساعدة 2.4 مليون شخص بتكلفة تقدر بنحو 264 مليون دولار.
وتعهدت الحكومة في جوبا بتخصيص 76 مليون دولار ــ 28 في المائة من الإجمالي ــ لجهود التخفيف والاستعداد الفورية. ولكن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم لمنع المزيد من الدمار وحماية السكان الضعفاء من دورة الفيضانات والنزوح المتواصلة.