رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفاطميون أصل الحكاية.. كيف بدأ أول احتفال بالمولد النبوي في مصر؟

جريدة الدستور

تحتفل مصر هذه الأيام بذكرى المولد النبوي، وما يصاحبه من مظاهر وأجواء احتفالية بهيجة، يسودها الرحمة والرجاء في شفاعة خير البرية.

وربما تكون مصر وشعبها، هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي، التي تحتفل بهذه المناسبة الدينية الجليلة، بالحلوى، وخاصة التي تصنع خصيصًا للأطفال، ويهديها الكبار لصغار أسرهم، والتي تكون عادة في شكل "عروسة المولد"، و"الحصان" والسفينة.

 الفاطميون أصل الحكاية.. كيف بدأ أول احتفال بالمولد النبوي في مصر؟

اقترنت مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي في مصر بصنع الحلوي، منذ عهد الدولة الفاطمية. 

ويذكر المؤرخ المصري تقي الدين المقريزي، في مؤلفه الموسوعي "الخطط والآثار": احتفل الفاطميون بعدة أعياد ومن بينهم عيد ميلاد أهل البيت كالمولد النبوي ومولد الحسين والسيدة زينب، وفي ليلة المولد النبوي يتم قراءة سيرة النبي في الجوامع.

وقد عادت الاحتفالات من جديد سنة 510 هجرية ــ 1122 ميلادية، أي في عهد الحاكم بأمر الله غير أن الوزير بدر الجمالي وابنه الأفضل منعوا الاحتفال بالمولد النبوي والأعياد الشيعية ومنها عيد ميلاد الإمام الحاضر الغائب حتي نسي ذكرها.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي

ومن المظاهر التي اقترنت بالاحتفال بذكرى المولد النبوي، كما يذكر “المقريزي”: توزيع حلوي الزلابية وسمك البوري، وتوزيع الأموال، ففي المولد النبوي يضعون عشرون قنطار من الحلوي حيث توضع ثلاثمائة جنيه وتوزع في الجامع الأزهر.

وكانت توزع الصدقات والأطعمة بهذه المناسبة يدفعها أهالي المذهب الشيعي وتبلغ ستة آلاف درهم، فكان كاتب الإنشاء يوزع أربعمائة رطل من الحلوي، وألف رطل من الخبز علي الفقراء، ويجري الاحتفال بعد صلاة ظهر يوم 12 ربيع الأول حيث يتجه قاضي القضاة علي رأس موكب كبير إلي جامع الأزهر، حيث تتم تلاوة القرآن الكريم، ثم يعود إلي الموكب ومنه إلي القصر وعندها يبدأ الاحتفال بقراءة القرآن الكريم. 

 زوجة الحاكم بأمر الله وعروسة المولد

ويرجع أصل ارتباط عروسة المولد بذكري المولد النبوي، وبحسب المحقق والباحث في التراث المصري، مجدي الروميسي، أن الحاكم بأمر الله اعتاد على الخروج والتنزه مع إحدى زوجاته فى يوم مولد النبي، والتى كانت تظهر في الموكب مرتدية ثوبًا ناصع البياض وتزين رأسها بتاج مصنوع من ورق الياسمين، مما أوحى لصناع الحلوى برسم الأميرة والحاكم في قالب حلوى، وتصميمهم على هيئة عروس جميلة تشبه زوجة الحاكم بالتاج والفستان وآخر يشبه الحاكم كرجل عسكرى يجلس على حصان ويحمل راية الحرب.

وأمر الحاكم بأمر الله فيما بعد أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبي، وهو ما يفسر سر العروس التي تُصنع في موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.

ويلفت “الروميسي” إلى: تفردت مصر عن سائر الدول الإسلامية بعمل عروسة وحصان المولد التى بدأت منذ العصر الفاطمى ولكنها جاءت من أصول مصرية قديمة فإن عروسة وحصان المولد تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثال “حورس” راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر “ست” الذى صور على هيئة تمساح وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس الملون.