في ذكرى وفاته.. كيف أصبح سيد درويش صوت ثورة 1919؟
يحتفل محبو فنان الشعب سيد درويش هذا الشهر بذكرى وفاته، حيث توفى في 1923 عن عمر يناهز الـ32 عامًا، وعلى الرغم من سنواته القليلة في عالم الموسيقى، إلا أنه رسخ لنفسه قاعدة فنية طويلة وملهمة كانت من أبرزها تواجده بأعماله الساحرة في ثورة 1919.
تواجد سيد درويش في بداية الثورة المصرية في 1919، واستطاع في تلك الفترة أن يكون صوت الثوار والثورة، عبر أغاني عززت روح النضال والمقاومة الشعبية، والتي بدورها ساهمت في إشعال حماسة المصريين لمواصلة النضال ضد الاحتلال والمطالبة بعودة زعيمهم سعد زغلول ورفاقه من المنفى، فكانت شرارة الثورة المصرية لأسباب اعتقال سعد زغلول وثلاثة من زملائه، محمود باشا، وإسماعيل صدقي باشا، وحمد الباسل باشا، ونفيهم إلى جزيرة مالطا في الثامن من مارس 1919.
كان سيد درويش واحدًا من أهم صناع هذه الثورة بكافة أشكالها، فلم يقتصر دوره على أداء الأغاني داخل الكازينوهات فقط، بل كان له دورًا بارزًا في المسيرات والمظاهرات جنبًا إلى جنب مع رفيقه بديع خيري، فكان يهتف بصوته مناديًا بالاستقلال الكامل للبلاد، وتصبح أغنياته بمثابة هتافات سياسية يتبناها المواطنون في الشوارع بمجرد تلحينها، ليكون سيد درويش شرارة الظلم بأغانيه الخارجة من القلب .
ومن ضمن مهامه السياسية الفنية التي وقف فيها بجانب الشارع المصري، تقديمه عرض مسرحي مع الكاتب بديع خيري حمل عنوان "قولو له"، قدما من خلالها عددًا من الأغنيات الوطنية منها "بنت مصر" التي قدمت على إثر استشهاد أول شهيدتين فى تلك الثورة، وهما "حميدة خليل" و "شفيقة محمد".
ومن الأمور الهامة في تاريخ درويش هو اقتباسه أقوال الزعيم مصطفى كامل عبارات استخدمها في صياغة النشيد الوطني المصري الحالي "بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي"، وهو النشيد الذي أطلقه في خضم الثورة، وكثيرًا ما تغنى به المصريون في مناسباتهم الوطنية.