رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته.. كيف تأثر سيد درويش بأمية والديه؟

سيد درويش
سيد درويش

يحل اليوم ذكرى وفاة فنان الشعب سيد درويش والذي توفى في عام 1923 عن عمر يناهز الـ 32 عامًا، فبالرغم من صغر سنه في مجال الموسيقى إلا أنه استطاع أن يجد لنفسه مكانة عبقرية وسط عظماء مصر في عالم الموسيقى.

وتأثر سيد درويش بمنزل والده و والدته، فكان والده درويش البحر بحارًا فقيرًا يدير ورشة صغيرة في كوم الدكة وكان يصنع فيها القباقيب والكراسي الخشبية، فكان شخصًا مكافحًا لرعاية اولاده عبر توفير لقمة العيش لهم، وكان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، كذلك الحال مع والدته والتي كانت تدعى ملوك، فقد جاءت من أسرة فقيرة أيضًا وكانت أمية مثل زوجها وكان لديهم شقيقتان أكبر من درويش قليلاً.

ومع أميه والد درويش، اراد أن يكون نجله معلمًا وحافظًا لكتاب الله بل ومتقنًا لتلاوته، ليقوم بإرساله لكتاب حسن حلاوة حيث تعلم الأساسيات في القراءة والكتابة وحفظ جزءًا من القرآن الكريم في صغره، فكان درويش شغوفًا بالاستماع إلى الشيوخ الذين يحيون المولد النبوي، وكان يحرص على حفظ ما يتلوه هؤلاء الشيوخ ويقلدهم أمام أطفال الحي، الأمر الذي أثر فيه بشكل كبير للغاية نفسيًا وعمليًا .

وعندما بلغ درويش سن العاشرة، كان قد أتقن القراءة والكتابة بعدما حفظ جزءًا كبيرًا من القران الكريم، ومع وفاة والده قررت والدته أن تواصل تحقيق حلم العائلة في أن يصبح شيخا كما أرادا، لتقوم بنقله إلى مدرسة ابتدائية كان فيها معلم يركز على تعليم الأطفال الأناشيد الدينية والقومية، وهنا كانت نقطة الانطلاق الحقيقية لدرويش حيث لفت انتباه معلمه الذي جعله يقود الأطفال في ترديد الأناشيد.

ومع مرور الوقت، تطورت موهبته وبدأ يخرج من حدود واقعه المصغر ليزور بعد ذلك الأحياء الشعبية الأخرى ويستمع إلى كبار الشيوخ والمطربين الذين يحيون الأفراح والمناسبات الدينية، وعندما كان عمره ثلاثة عشر عامًا، اشترت له والدته ملابس رجال الدين وسجلته في المعهد الديني التابع لمسجد العباس بالمرسى في الإسكندرية، حيث كان يهدف إلى حفظ وتجويد القرآن الكريم، وهنا بدأت حياته في التغير بشكل كامل، ليكون والده و والدته هما حجر الاساس الذي بنيت عليه عبقرية احد اهم الشخصيات الفنية في تاريخ مصر .