"سفر أمل دنقل".. إصدار جديد لبيت الحكمة لأمير شعراء الرفض
صدر حديثًا عن بيت الحكمة كتاب "سفر أمل دنقل" وهو طبعة مزيدة ومنقحة للطبعة التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سابقًا.
بيت الحكمة
"سفر أمل دنقل" من تحرير وتقديم عبلة الرويني، وكتبت له المقدمة أيضًا، وكتب مقدمة الطبعة الأولى الدكتور سيد البحراوي، والكتاب يحتوي على أربعة فصول هي "رؤى عن قرب، دراسات الشعر، دراسات الديوان، دراسات القصيدة".
الكتاب صدر في 680 صفحة من القطع المتوسط، وتمت إضافة العديد من الدراسات الجديدة التي كتبها نقاد مصريون وأكاديميون كبار ومنهم هيثم الحاج علي وغيره..
سفر أمل دنقل
تقول عبلة الرويني في تقديمها لسفر أمل دنقل: على جدران شوارع ميدان التحرير والشوارع المحيطة، رسم شباب يناير 2011 قصيدة أمل دنقل (لا تصالح) جرافيتي.. وردد شباب آخر (أغنية الكعكة الحجرية). وعلى أبواب قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة هتف المتظاهرون "لا تصالح"، رافضين التفاوض مع السلطة (نظام مبارك). فيما بعد هتفوا بالقصيدة ذاتها، رافضين التفاوض مع جماعة الإخوان.. بينما تصدرت نفس القصيدة العديد من بيانات (كتائب عز الدين القسام) في غزة!! قصيدة واحدة في زمن واحد، أو أزمنة مغايرة بسياقات مختلفة.
أمير شعراء الرفض
40 عامًا على رحيل أمل دنقل، وقصيدته هي الأكثر حضورًا وفاعلية في الشوارع والميادين، والأدق هي الأكثر تعبيرًا عن رؤى الواقع ومشاعر الناس في الأحداث التي نعيشها، وهي أيضا القصيدة الأكثر حضورًا في قاعات الدرس والرسائل الجامعية، ليس فقط في مصر، لكن في كل البلاد العربية. أمر طبيعي لشاعر (القومية) أن تكون أحد ملامح تجربته الشعرية. الدراسات والرسائل الجامعية تأخذ حيزًا أكبر في السنوات الأخيرة، في دول المغرب العربي (الجزائر والمغرب) تحديدًا. في الجزائر وحدها أكثر من 20 رسالة ماجستير ودكتوراه (في حدود متابعتي) موضوعاتها جميعًا تتجاوز السياسي والأيديولوجي، إلى البحث الجمالي.. الإيقاع، التشكيل، اللون، الأسلوبية، البنية، المكان، التراث، الصورة والتكنيك السينمائي.. نفس الموضوعات نجدها لدى الباحثين المغاربة، بينما تتراوح الدراسات النقدية لشعر أمل دنقل في دول المشرق العربي ما بين الجمالي والأيديولوجي، باختلاف يعكس خريطة النقد الأدبي وتطوره في الأقطار العربية، وكما يمكن توظيف القصيدة الواحدة وتأويلها في سياقات مختلفة ومتناقضة أحيانًا تتنوع زوايا البحث ومناهجه في دراسة شعر أمل دنقل.