لماذا تحاك المؤامرات ضد مصر؟
لماذا تحاك المؤامرات ضد مصر؟ هذا التساؤل يطرح نفسه بشدة خلال هذه الأيام، والإجابة ليست عسيرة وإنما سهلة وبسيطة. الحقيقة أن مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تبنت مشروعًا وطنيًا مصريًا خالصًا فى كل المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. وحققت مصر فى هذه المجالات الكثير من الإعجازات والإنجازات على الأرض بشكل لم يسبق له مثيل، رغم حالة الخراب التى مرت بالبلاد منذ أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١. ولم يتوقع أعداء البلاد أن تنهض مصر من كبوتها بهذا الشكل السريع. فالسنوات العشر فى علم السياسة ليست كافية على الإطلاق للنهوض بدولة كان يسودها الخراب والفوضى. كل ذلك جعل مصر هدفًا لأعداء البلاد، إضافة إلى أن مصر باتت دولة قوية بحكمة قيادتها السياسية وفطنة شعبها العظيم الذى يلتف حول القيادة السياسية. وقد تحقق خلال العشر سنوات العديد من الإنجازات التى تؤكد صحة هذا الكلام، ويكفى آخرها الموقف الصلب تجاه عدم تصفية القضية الفلسطينية وعدم الرضوخ لفكرة التهجير القسرى للفلسطينيين، سواء من غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن.
لقد تحدثت كثيرًا عن المؤامرات البشعة التى تُحاك ضد الدولة المصرية، وما زلت عند الرأى أن هذه المؤامرات تزداد ضراوة، خاصة بعد تحقيق الإنجازات الضخمة التى حققها المشروع الوطنى الموضوع للبلاد. وهذه الإنجازات أصابت أعداء مصر وأهل الشر بلوثة عقلية، وهؤلاء لا يعرفون أن المصريين أصحاب تاريخ طويل يمتد إلى سبعة آلاف عام، وهم أصحاب مواقف وطنية وإرادة صلبة، ويكونون على قلب رجل واحد عندما تتعرض الدولة المصرية لأى خطر. وقد توحدت إرادة المصريين وتجلت واضحة فى ٣٠ يونيو عندما نزل المصريون بجميع ربوع مصر فى وقت واحد فى أعظم ثورة سلمية شهدها العصر الحديث.
على رأس الإنجازات قدرة الدولة ونجاحها الباهر وبشكل لافت للأنظار فى السيطرة على الأوضاع الأمنية، بعد أن تحولت سيناء عقب ٢٥ يناير إلى مرتع للعصابات المسلحة والخارجة على القانون، ومسرح للعمليات غير المشروعة من تجارة مخدرات وتهريب أسلحة، إلى تعاون غير مسبوق مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة. ولقد تحقق استقرار أمنى انعكس على الوضع فى ربوع البلاد خاصة سيناء.
وتم تدشين الكثير من المشروعات القومية وإعادة تطوير التجمعات السكانية ودعم الأسر الفقيرة وتحقيق الاستقرار بشكل ملحوظ، إلى جانب قيام الدولة بتطوير قطاعات الكهرباء والمياه والمرافق، وإعادة تطوير البنية التحتية التى شملت المدارس والمساجد والمستشفيات والمنازل التى طالتها أعمال الإرهابيين والتكفيريين.
إن مصر حرصت على إعطاء الأولوية لرعاية مصالحها الحيوية وسرعة استعادتها مكانتها ودورها المحورى وقوة تأثيرها فى حل القضايا والمشكلات الإقليمية والعالمية، مؤكدة التزامها بالمبادئ والقيم التى تحكم العلاقات الدولية وترتكز على التعاون السلمى البناء فى حل المشكلات وتنمية العلاقات وفق قواعد الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، مع توضيح رؤيتها وتأكيد موقفها الثابت فى المساهمة فى حل كل القضايا الإقليمية والدولية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
ولقد استعاد الشعب المصرى هويته وصوّب بها مساره ليثبت للعالم أجمع أن إرادته لا يمكن كسرها أو كبحها، وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة فى حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبنائه.
وحدث تمثيل مناسب للفئات المهمشة فى المجتمع، سواء بالنسبة للمرأة أو الأقباط أو الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين بالخارج، حيث تنص المادة رقم «٢٤٤» من الدستور على أن «تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوى الإعاقة والمصريين المقيمين فى الخارج تمثيلًا ملائمًا فى أول مجلس للنواب ينتخب بعد إقرار هذا الدستور، وذلك على النحو الذى يحدده القانون».
وكان للمشروع الوطنى عدد من الإنجازات على الصعيد السياسى، وأبرزها منع استكمال المخطط الأمريكى الصهيونى ومنع تفكيك مصر، فضلًا عن الحرب على الإرهاب التى قادها جيشنا العظيم الذى دحر الإرهاب وقضى عليه ويشارك الآن فى عمليات التنمية بشكل واسع ولافت للأنظار. لكل هذه الأمور تحاك المؤامرات ضد الوطن الغالى والمواطن العظيم. وبهذه الإرادة الصلبة لن ينال أحد من مصر.