سبعة عقود من العلاقات الصينية الإفريقية
انطلقت فى العاصمة الصينية بكين، قمة «منتدى التعاون الصينى – الإفريقى»، على مدى ثلاثة أيام من 4 إلى 6 سبتمبر 2024، المعروفة اختصارًا باسم «فوكاك»، تحت عنوان «التكاتف من أجل تعزيز التحديث، وبناء مجتمع مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وإفريقيا»، وسط حضور قادة الصين ودول لإفريقيا، وممثلى المنظمات الإفريقية والدولية.
وفى كلمته فى الجلسة الافتتاحية، أكد الرئيس الصينى شى جين بينج، على عمق العلاقات التاريخية بين الصين والدول الإفريقية، والحرص على دعمها فى جميع المجالات، لتعزيز التعاون الصينى الإفريقى، فى إطار المبادرات الصينية، وبما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063.
وقال الرئيس الصينى «إننا نعمل على دفع التحديث الذى يتسم بالعدالة والإنصاف، بما يضمن المساواة بين دول العالم من حيث الحقوق والفرص، ونعمل على دفع التحديث الذى يتسم بالسلام والأمن والاستقرار».
وأوضح شى جين بينج أن الجانب الصينى على استعداد للعمل مع الجانب الإفريقى لتنفيذ الشراكة فى عشرة مجالات:
الأول: بناء منصة صينية إفريقية، لتبادل الخبرات حول الحوكمة، وإنشاء 25 مركزًا صينيًا إفريقيًا للدراسات.
الثانى: عمل شراكة للازدهار التجارى، وذلك بمنح 33 دولة إفريقية معاملة صفر التعريفة الجمركية، وتعميق التعاون فى مجال الزراعة، والتجارة الإلكترونية.
الثالث: التعاون فى سلاسل الصناعة، والعمل على بناء المنطقة الرائدة للتعاون الاقتصادى والتجارى، وإطلاق برنامج تمكين الشركات المتوسطة والصغيرة الإفريقية، مع بناء 20 مشروعًا رقميًا نموذجيًا لمواكبة الثورة التكنولوجية.
الرابع: عمل شراكة للترابط والتواصل، بتنفيذ 30 مشروعًا لترابط البنية التحتية فى إفريقيا، بجانب تعزيز التعاون فى بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية.
الخامس: عمل الشراكة للتعاون الإنمائى، وذلك بتنفيذ 100 مشروع «صغير وجميل»، فى مجال معيشة الشعب.
السادس: عمل الشراكة فى مجال الصحة، بإنشاء رابطة المستشفيات الصينية الإفريقية، وتنفيذ 20 مشروعًا يتعلق بالطب، والصحة، ومكافحة الملاريا، وإنتاج الأدوية.
السابع: عمل الشراكة للنهوض بالزراعة وخدمة الشعب، وإنشاء الرابطة الصينية – الإفريقية للابتكار التكنولوجى فى مجال الزراعة، مع خلق فرص عمل.
الثامن: عمل الشراكة للتواصل الشعبى والثقافى، بالعمل على دفع برنامج «التعليم المهنى – مستقبل إفريقيا»، وبرنامج التعاون الابتكارى فى الإذاعة والتليفزيون والإعلام المرئى والمسموع، وإقرار عام 2026 «عام التواصل الشعبى بين الصين وإفريقيا».
التاسع: عمل الشراكة للتنمية الخضراء بتنفيذ 30 مشروعًا للطاقة النظيفة، ودفع التحول الأخضر والمنخفض الكربون فى العالم.
العاشر: عمل الشراكة لتحقيق الأمن، وتنفيذ مبادرة الأمن العالمى، وذلك بتنظيم مناورات وتدريبات مشتركة بين الجيش الصينى والجيوش الإفريقية.
وأوضح الرئيس الصينى فى نهاية خطابه أن الصين تضخ 360 مليار يوان صينى لتنفيذ أعمال الشراكة العشرة، وأضاف «لنعمل على حشد القوة الضخمة لأبناء الشعب الصينى، والشعوب الإفريقية البالغ عددهم 2،8 مليار نسمة، ونسير يدًا بيد على مسيرة التحديث، كما نعمل على رسم صورة جديدة فى تاريخ تطور البشرية، ونعمل على دفع العالم نحو أفق مشرق من السلام والأمن والازدهار والتقدم».
ويجدر الإشارة إلى أنه شهد كل من الرئيس الصينى شى جين بينج، ورئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى، توقيع مجموعة من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم، والعقود المتعلقة باستثمارات جديدة أو قائمة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأيضا فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما تم توقيع عقود إنشاء مشروعات بين الصين ومصر بإجمالى استثمارات تتخطى 1 مليار دولار.
وفى نفس السياق، أكد رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وليد جمال الدين أن هذه التعاقدات تساعد على أن تصبح المنطقة نقطة ارتكاز للصناعة والتجارة، وأيضًا تصبح إحدى أهم قلاع التعاون الدولى بين الشرق والغرب، إلى جانب توطين الصناعات المستهدفة لخفض فاتورة الاستيراد ودعم الصادرات المصرية.
إننا نتمنى استمرار التعاون الصينى العربى والإفريقى من أجل صالح شعوب دول الجنوب ومن أجل الاستقرار والأمن والسلم العالمى.