هل يجوز صيام المولد النبوي 2024؟
يعتبر صيام يوم المولد النبوي الشريف من العادات المتوارثة لدى الكثير من المسلمين، حيث يرون فيه فرصة للتعبير عن حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم. ولكن هل هذا الفعل له أساس شرعي؟ وما هو حكمه في الإسلام؟.
المولد النبوي هو ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يوم عظيم يحتفل به المسلمون في شتى بقاع الأرض، وقد اختلف العلماء في تحديد التاريخ الميلادي الدقيق لميلاده، ولكن الأغلبية ترجحه في الثاني عشر من ربيع الأول.
ولم يرد في السنة النبوية الشريفة نص صريح يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم مولده أو أنه أمر أصحابه بصيامه.
أسباب جواز صيام يوم المولد النبوي
الرأي الراجح عند جمهور العلماء هو جواز صيام يوم المولد النبوي الشريف، وذلك لعدة أسباب أولها أن الأصل في العبادات الإباحة ما لم يرد دليل على تحريمه فهو مباح، والصيام عبادة عامة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تطوعًا أيامًا كثيرة.
وصيام يوم المولد هو تعبير عن الحب والإجلال للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو تقرب إلى الله تعالى، كما أنه تذكير بفضل الله تعالى على الأمة الإسلامية بإرسال النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هناك بعض العلماء يرون أن صيام يوم المولد بدعة، وذلك لعدم وجود دليل صريح على ذلك في السنة النبوية.
إلا أن دار الإفتاء المصرية حسمت الأمر بتأكيدها جواز صيام يوم المولد النبوي الشريف، واعتبرته من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد من ربه.
وقالت إن يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو يوم تفضل الله تعالى به على العالمين بإيجاد خير الأنام، فاستحق لذلك مزيد فضل واعتناء وإظهار أبلغ معاني الشكر والثناء لله- تعالى- بالإكثار من الطاعات والقربات التي من أَجَلِّها قربة الصيام، كما استحق إظهار ما لهذه النعمة من أثر في النفوس من السعادة والسرور والحفاوة والاحتفاء والاحتفال؛ إذ يزيد فرح المؤمن بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم على فرحه بأيِّ حدث وبكل عيد.
وأشارت إلى أن صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعَدُّ أمرًا مشروعًا، وفعلًا حسنًا، وهو من شكر المُنعِم على إنعامه، والمُحسِن على إحسانه، وهو أيضًا اقتداءٌ وتأسٍّ بأصل فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يخص يوم الإثنين وهو يوم مولده الشريف بالصيام.
وذكرت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات؛ لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح بمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان؛ حتى أقسم اللهُ عزَّ وجلَّ بحياته؛ فقال في كتابه العزيز: ﴿لَعَمْرُكَ﴾ [الحجر: 72].
دليل صيام المولد النبوي
وأوضحت أن مِن جملة الأمور التي يُشرَع فعلها احتفالًا بهذه المناسبة العظيمة: صيام يوم مولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم؛ ذلك أنَّ الشارع قد حثَّ على الصيام على جهة الإطلاق ورغَّب فيه، وجعل صوم التطوع مندوبًا إليه إلا ما استثناه بالنص عليه، وعظَّم أجره وثوابه، بل أفرد للصائمين بابًا من أبواب الجنة لا يدخل منه أحدٌ إلا هُم، وعلى هذا تواترت الأخبار؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي» أخرجه مسلم في "صحيحه".
اقرأ أيضا