فورين بوليسى: حرب روسيا وأوكرانيا لن تنتهى إلا بوفاة بوتين
أكد تقرير أمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر على موقفه في حرب أوكرانيا رغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب منذ فبراير 2022.
وأوضحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها، أنه بعد عامين ونصف العام من غزو روسيا لأوكرانيا، لا تزال استراتيجية الولايات المتحدة لإنهاء الحرب كما هي عبر فرض تكاليف كافية على روسيا حتى يقرر فلاديمير بوتين أنه ليس لديه خيار سوى وقف الصراع، كما حاولت واشنطن إيجاد النقطة المثالية بين دعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا من ناحية، والحد من مخاطر التصعيد من ناحية أخرى.
واشنطن تفشل فى وقف بوتين عن حرب أوكرانيا
وقالت المجلة إن هذه الاستراتيجية الأمريكية لن تجدي لأنها ترتكز على افتراض خاطئ وهو أن رأي بوتن يمكن تغييره، موضحة أن بوتين غير قابل للإقناع فيما يتصل بأوكرانيا؛ فهو متمسك بكل شيء وبالنسبة له، فإن منع أوكرانيا من أن تصبح معقلًا يمكن للغرب استخدامه لتهديد روسيا يشكل ضرورة استراتيجية وقد تحمل المسئولية الشخصية عن تحقيق هذه النتيجة، ومن المرجح أن يحكم على الأمر بأنه يستحق أي تكلفة.
واعتبرت "فورين بوليسي" أن محاولة إرغام فلاديمير بوتين على الاستسلام ممارسة عقيمة لا تؤدي إلا إلى إهدار الأرواح والموارد، لكن هناك خيارا واحدا قابلا للتطبيق لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط مقبولة لدى الغرب وكييف وهو انتظار خروج بوتين.
وأضافت: "بموجب هذا النهج ستحافظ الولايات المتحدة على موقفها في أوكرانيا وتحافظ على العقوبات ضد روسيا مع تقليص مستوى القتال وكمية الموارد المنفقة إلى أن يموت بوتين أو يترك منصبه وعندئذ فقط سوف تتاح الفرصة لإحلال السلام الدائم في أوكرانيا".
وقال التقرير الأمريكي إنه عندما أمر بوتين بغزو أوكرانيا كانت حربا اختيارية فلم يكن هناك تهديد أمني عاجل لروسيا يستلزم غزوا واسع النطاق وكان ذلك اختيار بوتين بكل وضوح.
وأشارت إلى أن ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وإريك جرين، المدير الأول لمجلس الأمن القومي لشئون روسيا في ذلك الوقت، قالا إن المسئولين الروس الآخروين كانوا خارج دائرة القرار الذي اتخذه بوتين بالغزو، وحتى في الاجتماع الذي عقده وبثه التليفزيون لكبار مسئوليه الأمنيين عشية الغزو، بدا أن بعض المشاركين لم يعرفوا بالضبط ماذا يقولون ووجدت النخب الروسية نفسها مصطفة خلفه، ولكن قبل فبراير 2022، كان عدد قليل جدًا من الناس يدفع باتجاه مواجهة من شأنها أن تكلف روسيا الكثير وتحطم العلاقات مع الغرب.
وأوضحت "فورين بوليسي" أن الحرب هي من اختيار بوتين بنفسه وقادر على وقفها لأن هذه الحرب ليست وجودية بالنسبة لروسيا، بالتالي سحب القوات الروسية من أوكرانيا لن يهدد وجود الدولة الروسية، ولن يهدد حتى حكمه فقد تأكد بوتين من عدم ظهور أي خلفاء محتملين في الأفق. لقد توفي الآن الاثنان اللذان اقتربا من تحديه وهما زعيم المعارضة أليكسي نافالني والمتمرد يفغيني بريجوزين.
وأشار التقرير إلى أن الكرملين يتمتع بخبرة تمتد لعقود في تشكيل السرديات المحلية لدعم بوتين ويمكنه بسهولة إعلان النصر في أوكرانيا وإطلاق حملة إعلامية مصاحبة لتبرير تراجعه.