رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسامة الرحيمي: "صاحبة الجلالة لا تمسح البلاط"يسرد تاريخ من الإنحياز للمهمشين

 صاحبة الجلالة لا
صاحبة الجلالة لا تمسح البلاط

يصدر قريبا عن دار إشراقة للنشر والتوزيع كتاب"صاحبة الجلالة لا تمسح البلاط|" للكاتب الصحفي  أسامة الرحيمي، ويعد الكتاب الثالث  بعد: “بوح المبدعين ،  طباطيب العبر “، ويحدثنا  ”الرحيمي" عن دوافعة  لصدور كتابه الجديد.

 

ربع قرن من الصحافة كان  وراء صدور الكتاب  

ما الذي دفعك لنشر هذا الكتاب الآن؟ وهل ما تعيشه  الصحافة المصرية هو سبب نشره؟ 

الحقيقة ليس حال الصحافة الآن سبب تقديم هذا الكتاب بل تراكم الموضوعات الصحفية وتنوعها (عبر ربع قرن تقريبا) كان سبب انتباهي لجزء كبير من ثمار رحلتي المهنية. وأكد لي مجمل الموضوعات أنني حققت كل هذه الموضوعات باختياري، وان الكاتبه «سناء البيسي» رئيس تحرير مجلة «نصف الدنيا» لم ترفض لي موضوع واحد، حتى لو تحفظت نسبيا على أفكار بعض الموضوعات، لكنها نشرت لي كل ما قدمته، باستثناء موضوع واحد نتيجة لوشاية غير صحيحة من مصحح لغوي بالمجلة. 

 

 

 وتابع: هذا يعني أن أي صحفي يمكنه تقديم ما يريده من الصحافة، فمن يحب الموضوعات الوطنية الجادة، والقضايا المهمة، أو المنوعات اللطيفة، أو الطبية، أو ما شابه ذلك لن يمنعه شيء. ومن يريد أن يقدم موضوعات لإرضاء فلان أو علان، أو لتحقيق مغانم معينة يستهدفها، أو تقديم نفسه لجهة أو أي صاحب نفوذ يمكنه فعل ما يريد. فأي فعل للإنسان الحرّ يكون بملء إرادته. ويمكن إجمال المعنى بشكل آخر: فمن يريد رفع رأسه، ورأس المهنة فالفرصة متاحة بلا حدود، ومن يريد أن ينحني ويمسح البلاط فله مطلق الحرية، وهذا شأنه، لكن هذه المهنة النبيلة لا ذنب لها في فعل مسح البلاط، فهو يخص من يفعله وحده، ولا يطال كرامة الصحافة حتى في أسوأ الظروف.     

مجلة نصف الدنيا لم تكن لطبقة بعينها 

ظهرت في الصفحات الأولى من الكتاب عدد من الشواهد التي تشير إلى انحيازك للبسطاء، وكل هذا نشر في «مجلة نصف الدنيا» التي تخاطب شريحة معينة من المجتمع إلا أنه كان أشبه بانقلاب على المألوف لسياسة تحرير المجلة..كيف كان هذا؟

مجلة «نصف الدنيا» بفضل رحابة ومهنية «سناء البيسي» لم تكن لطبقة معينة من المجتمع، ولا شريحة من طبقة، كما يتصور البعض، بل كانت لكافة أطياف المجتمع، ومن لا يصدق عليه مراجعة أرشيفها (في عهد الأستاذة سناء)، فكما كانت فيها موضوعات اجتماعية تخص الأسرة، أو المرأة أحيانا، أو حتى موضوعات عن جراحات التجميل، نشرت أيضا المئات من قصص العظيم «نجيب محفوظ» «أحلام فترة النقاهة»، ومذكرات كل من كانوا وقتها على قيد الحياة من «أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو»، وكل واحد منهم أخذ عددا كبيرا من الحلقات، ونشرت أيضا حوارات لأهم أدباء مصر، وحوار للأستاذ «محمد حسنين هيكل»، وللناقد الأدبي «فاروق عبد القادر»، وكثير من الوزراء والشخصيات العامة، والنساء المتحققات في مختلف المجالات، وغير ذلك من تحقيقات مهمة، وملفات من محافظات مصر.

 ووما نشرته نصف الدنيا ملفا مهما كنت صاحب فكرته وسببا في إنجازه عن «المقابر الجماعية للأسرى المصريين» الذين ذبحهم الصهاينة أثناء هزيمة 1967، وسمعت فيها شهادات لشهود عيان رأوا المجازر بعيونهم، كذلك قدمنا ملفين عن العراق تحت الحصار حين سافرنا مع «الوفد الشعبي المصري للتضامن مع الشعب الشقيق»، وهذه الموضوعات منشورة ضمن كتابي : «صاحبة الجلالة لا تمسح البلاط»، وهذا قد يشير لدقة مضمون العنوان كما قصدته، وشرحته في إجابة السؤال السابق.

 أما بخصوص الانحياز المهمشين والبسطاء، فهذا أهم اختيار في حياتي، بإرادتي الكاملة، وقناعاتي الفكرية، وكل وعييّ، وبملء قلبي بما فيه من مشاعر  وذكريات، وهو أيضا موضوع كتابي «طباطيب العبر»، وسيظل انحيازي لأغلبية شعبنا العظيم، وأحب أن أبقى معهم بقلبي، وبكل ما تقدمه يداي إلى آخر العمر، مهنيا وإنسانيا.