رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راشيل كوشنر المرشحة للبوكر: كتابة "بحيرة الخلق" أكثر ما استمتعت به في حياتي

راشيل كوشنر
راشيل كوشنر

أعلنت جائزة بوكر العالمية ترشيحها لرواية "بحيرة الخلق" للكاتبة الأمريكية راشيل كوشنر ضمن القائمة الطويلة للجائزة.

تدور الرواية حول امرأة أمريكية عميلة سرية، تبلغ من العمر 34 عامًا تتمتع بتكتيكات وآراء جريئة يتم إرسالها في فرنسا وتدعى سادي سميث ودورها هو التسلل إلى جماعة من النشطاء البيئيين المتطرفين هناك.

مع الوقت، تصبح سادي سميث مفتونة بشخصية غامضة تدعى برونو لاكومب مرشد للناشطين الشباب البيئيين الذين يتواصلون فقط عبر البريد الإلكتروني، ويرى برنو لاكومب أن الطريق للتحرر من كل ما يعيب الحياة الحديثة ليس بالثورة، بل العودة إلى الماضي القديم. 

وعلى الرغم أن "سميث" متأكدة من أنها تراقب هؤلاء الشباب، فإن برونو لاكومب يغويها بقصصه البارعة، ورثائه البارع، وقصته المأساوية الخاصة. 

تحدث الكاتبة كوشنر عن أسرار كتابتها لرواية "بحيرة الخلق" في حوار لها مع صحيفة ذا جارديان البريطانية.

وقالت كوشنر للصحيفة البريطانية حول كتابتها روايتها المُرشحة للبوكر: "كانت كتابة روايتي الأخيرة بحيرة الخلق أكثر ما استمتعت به في حياتي، كان الأمر أشبه بتأثير المخدرات أو نوع من الجنون، شعرت وكأنني أحفر حفرة في مركز الأرض ولن أتوقف حتى أصل إليها".

أضافت:"أردت أن أكتب رواية أفكارها ليست مملة، رواية أفكارها يمكن لأي شخص أن يقرأها"، كما شرحت ببساطة إن الفكرة التي تدور حولها روايتها بحيرة الخلق لا تقل أهمية عن أسئلة "من أين أتينا وإلى أين نحن ذاهبون".

ولفتت إلى أنه كما يقول برونو، أحد شخصيات روايتها:"حاليًا، نحن نتجه نحو الانقراض في سيارة لامعة بدون سائق، والسؤال هو: كيف نخرج من السيارة؟"

تعترف كوشنر، 56 عامًا، بأن محاولة كتابة رواية مثيرة للاهتمام تتضمن مناقشات مطولة حول طبيعة التاريخ البشري  بمثابة "خدعة سحرية"، لكنها حاولت تحقيق ذلك، ويتفق معها أعضاء لجنة تحكيم جائزة بوكر لهذا العام، حيث وضعت روايتها "بحيرة الخلق" في القائمة الطويلة للجائزة.

وكشفت كوشنر أن عنوان "بحيرة الخلق" مستوحى من رواية فرنسية تعود إلى القرن السابع عشر، تضمنت خريطة باسم "كارت دي تندر"، وهي خريطة تظهر فيها جميع المناطق وكأنها حالات عاطفية وليست أماكن.

وعلى الرغم أنها قرأت كتاب يوفال نوح هراري، الأكثر مبيعًا عن تاريخ البشرية، إلا أنها تأثرت أكثر بدراسة العلماء الذين رسموا خريطة مشروع جينوم إنسان "نياندرتال".

وتشير صحيفة ذا جارديات الأمريكية إلى أن راشيل كوشنر على الرغم أنها كاتبة أمريكية، إلا أنها تحب النظر إلى بلدها من زاويا مختلفة، فكانت روايتها الأولى " تيلكس من كوبا" (2008) سطلت فيها الضوء على أحوال المغتربين الأمريكيين والثوار الكوبيين في الخمسينيات، أما روايتها التالية "قاذفات اللهب" (2013)، التي وصفها النجم الأمريكي جيمس وود في مجلة نيويوركر بأنها "انفجار نقي يعبر عن الحاضر"، فقد كانت الرواية تعبر عن المشهد الفني في نيويورك في السبعينيات وحركة الألوية الحمراء في إيطاليا.

وفي رواية "غرفة المريخ"، جاءت عبارة عن نظرة داخلية لنظام السجون في كاليفورنيا، تدور أحداثها بالقرب من المنزل، وكان تركيزها على الراديكاليين السياسيين والمتمردين والمنبوذين من نوع إلى آخر.

رواية بحيرة الخلق

وكشفت كوشنر كيف استوحت قصة روايتها من بحث ابنها ريمي العميق عن الكهوف في منطقة وادي فيزير في فرنسا،  فقد كان يستكشف الكهوف منذ كان في السابعة من عمره، ويعمل الآن مرشدًا سياحيًا، وهذه المعرفة هي التي قادت كوشنر إلى استكشاف ما يوجد تحت الأرض، حرفيًا وسياسيًا، في روايتها الجديدة، واصفة: "هناك عالم كامل داخل العالم موجود بالفعل، وقد أعطاني ابني إمكانية الوصول إليه من خلال معرفته الخاصة".

واستوحت فكرة بطلة روايتها سادي من قصص تجسس حقيقية، خاصة من قضية الناشط البيئي الأمريكي إريك ماكديفيد، الذي قضى عشرين عامًا في السجن بتهمة ارتكاب أعمال إرهابية بيئية، ولكنها أكدت خلال حوارها، أن الرواية لا تستند إلى أحداث حقيقية، قائلة: "إن ما أجيده هو الخيال، وأنا أترك كل هذا ورائي، إن (سادي) هي من اختراعي".

وأوضحت كوشنر أن القلب العاطفي للرواية بالنسبة لها هو الحكيم "برونو" الذي يعيش في الكهوف، قائلة: إلى أين تذهب بعد أن ترفض المجتمع كله؟ مشيرة إلى أنها طورت شخصية "برونو" نتيجة شهور من البحث في رسم الخرائط الجينية للإنسان الأول، وهو الهوس الأخير الذي لا يزال يشكل مفاجأة بالنسبة لها.