رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تدمير الاحتلال الممر الأوسط.. خريطة أنفاق غزة الهجومية

جريدة الدستور

كشفت الحرب الحالية في غزة عن وجود شبكة ضخمة من الأنفاق والممرات التي تمتلكها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، وتستخدمها في حربها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مثلما حدث في حرب السابع من أكتوبر 2023، التي اقتربت أن تتم عامها الأول دون اتفاق هدنة أو تهدئة بين الطرفين.

ومنذ سنوات طويلة تسعى "حماس" لإنشاء تلك الشبكة تحت الأرض، حتى تتمكن من خوض الحروب ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسبق واستخدمتها في العديد من المعارك التي دارت بينهما، وليس الأنفاق فقط ولكن الممرات أيضًا التي تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي تدميرها خلال الشهور الماضية في أثناء الحرب.

تدمير نفق هجومى

واتساقًا مع ذلك، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تدمير نفق هجومي في منطقة الممر الأوسط لقطاع غزة، وقالت في بيان لها: «في الأسابيع الأخيرة عمل اللواء 16 في الممر الأوسط لقطاع غزة تحت قيادة الفرقة 252، وتمكنت القوات حتى الآن من القضاء على العشرات من قوات حماس وتفكيك المئات من البنية التحتية».

وأضاف: «قامت وحدة الهندسة في القيادة الجنوبية ووحدة ياهالوم وقوات اللواء بالعثور على نفق هجومي بطول حوالي 3 كيلومترات، وقامت بتفتيشه وتدميره. في عملية الجرف الصامد عام 2014 تم تدمير جزء من طريق النفق، وعلى مر السنين حاولت حماس ترميم مسار الأنفاق وتشغيله، والنفق الذي تم تدميره في هذا الوقت لم يعبر الحدود».

وأسفرت الحرب حتى الآن عن استشهاد أكثر من 40500 في قطاع غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، كما دمرت مساحات شاسعة منه، كما أن أغلب السكان، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، نزحوا عدة مرات ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء.

فما حجم شبكة الأنفاق التى تخص حركة حماس؟ وكيف استطاعت إنشاءها مع مرور السنوات الماضية؟

شبكة أرضية تشبه مترو نيويورك 

كانت بداية ظهور أنفاق حماس خلال العام 1983، إذ تخصص لها الحركة أكثر من 140 مليون دولار سنويًا تكلفة الحفر والأدوات والعمالة، ولكنها في ذلك الوقت لم تكن توسعت في حفر الأنفاق الأرضية في حربها ضد إسرائيل، إذ تبلغ تكلفة حفر النفق الواحد 100 ألف دولار.

ولكن أول نفق رسمي أنشأته "حماس" كان بعد الاتفاقية بين مصر وإسرائيل "كامب ديفيد"، حيث إنه قبلها كانت الأنفاق محدودة للغاية، بسبب قلة الأموال والعمالة، ولكن الآن يعمل أكثر من 12 ألف فلسطيني في تلك الأنفاق التاريخية منذ سنوات.

وبعد النفق الأول، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في اكتشاف تلك الممرات، وتحاول على مدار السنين الماضية منع إنشاء المزيد منها، بسبب استخدام حماس لها كمخازن للسلاح ونقل المجاهدين خلال الحرب مع الاحتلال.

وتدلل الأرقام على ضخامة تلك الأنفاق بالفعل، وحسب وثائق، تم الإفراج عنها خلال العام قبل الماضي، فإنها تمتد 100 ميل تحت مدينة خان يونس، وهي أكبر مدينة داخل قطاع غزة ويحاصرها الاحتلال في الحرب الحالية.

محاولات إسرائيل لتدمير الشبكة الأرضية

وتتميز خان يونس بأنها مدينة ذات كثافة سكانية عالية، وتخصص الحركة مليون دولار لأبواب الأنفاق والورش والعمل تحت الأرض، وكان أطول نفق أنشأته "حماس" خلال تاريخها يبلغ 500 كيلومتر في مدينة غزة، وتم بناؤه خلال العام 2021، وهو يتشابه في طوله مع مترو الأنفاق في مدينة نيويورك.

لكن إسرائيل لم تهدأ على تلك الأنفاق، إذ شنت هجمات متفرقة على مدار السنوات الماضية تجاهها، فدمرت خلال العام 2014 عددا من الأنفاق بطول 100 كيلومتر، عبر القصف الجوي، في محاولة منها للقضاء على ما تسميه إسرائيل الحصون الأرضية، بسبب طول وضخامة وعمق تلك الشبكة التي تمكن "حماس" من التسلل خلال الحرب مع الاحتلال.