قبل أن نودع مهرجان العلمين.. إن كانت الصورة حلوة فالواقع أحلى
ساعات تفصلنا عن اليوم الأخير لمهرجان العلمين فى نسخته الثانية، ويسدل الستار على احتفالية انطلقت 11 يوليو الماضى إلى نهاية أغسطس، على مدار 49 يومًا هى أيام المهرجان تنوعت فيه الفنون والثقافة والرياضة وكافة مجالات الإبداع.. معظمنا تابع فعاليات المهرجان عبر وسائل الإعلام، أما ضيوف وزوار المهرجان فكان لهم النصيب الأكبر من المتعة والبهجة والمشاركة على أرض العلمين الجديدة.
لقد نجحت مبادرة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من خلال استراتيجيتها التى وضعتها لـ«مهرجان العالمين» فى نسخته الثانية على تقديم أنشطة ترفيهية مختلفة.. المهرجان المقام على أرض مدينة العلمين الجديدة التى تعد من أهم المدن الذكية فى مصر والمقامة على مساحة 48 ألف فدان.. ما نتابعه ونشاهده عبر وسائل الإعلام المختلفة، ينقل لنا صورًا مبهجة تأخذ العقل، لكن الواقع أحلى بكثير ولن تغنى الصور المنقولة عن زيارة العلمين لا سيما فى فترة انعقاد المهرجان.
كان مقررًا زيارتى مهرجان العلمين من شهر مضى لولا ظرف صحى منعنى من الزيارة وبمجرد تماثلى للشفاء شديت الرحال حتى أتيقن من أن ما أراه لم يكن ضربًا من ضروب الخيال.. من موقع إحدى سيارات السرفيس تحديدًا من حى الهرم بالجيزة، استقللت سيارات أجرة فى طريقها لمحافظة مطروح، تكلفة الرحلة لم تتجاوز 175 جنيهًا.. فى الثانية ظهرًا موعود الوصول.. ومن أمام فندق الماسة بدأت رحلتى لأرض المهرجان، الوقت لا يزال مبكرًا، والفعاليات لم تبدأ بعد.. فى محاولة سريعة بدأت أستكشف المكان الذى يبدو أكثر انبهارًا وبهجة مما كنت أراه وأشاهده عبر الشاشات.. بداية الأسبوع الحالى شهدت أيام المهرجان البطولة العربية للجودو للأندية، بمشاركة 428 لاعبًا ممثلين لـ10 دول عربية، بدأ المهرجان بدخول الوفود المشاركة من مصر، الجزائر، المملكة العربية السعودية، الأردن، سوريا، العراق، قطر، الكويت، ليبيا، واليمن.. المدرجات مكتظة بالوفود وأسر المشاركين، أصوات الحماس والإصرار على الفوز تتعالى، الفائز يحتفى به الحضور فى حالة من الفرح، أما من خسر فيتوارى عن الأنظار.. لفت انتباهى بكاء اللاعبة العراقية «روان المحمدى» تحتضنها لاعبة مصرية فى حالة من المواساة، بعد خسارتها أمام لاعبة مصرية، فى حالة غبن شديد روت «المحمدى» عن سبب خسارتها وقيام الحكم المصرى بطردها نتيجة خطأ ارتكبته، ومن ثم خرجت من البطولة، واستطردت، خلال إقامتى بمعسكر العلمين نجحت فى إنقاص وزنى 2 كيلو جرام، وشاركت فى بطولة 48 كيلو، وقالت: لقد حصلت فى العام الماضى على برونزية فى بطولة العلمين، كما حصلت على فضية فى بطولة تونس، هذا بخلاف بطولات فى العراق، وفى النهاية تم طردى من البطولة.. توقفت للحظة ومسحت دموعها.. إن شاء الله فى العام القادم سأحقق بطولة العلمين، أنا أحب مصر «وايد وايد»، قالتها بلهجتها العراقية وأحاول أستمتع بمدينة جميلة مثل العلمين لن أفوت الفرصة دون أن أستغلها، وابتسمت ومضت فى متابعة أحداث البطولة.. كانت عيناى ترصدان دموع الخاسرين أكثر من فرحة الفائزين، توقفت أمام اللاعب الليبى «عبدالرحمن فكرون» شاهدت مدى تشجيع رفاقه له، كانوا يعقدون الآمال على فوز «فكرون» فهو الأكثر تفوقًا والحاصل على العديد من البطولات، ورغم أنه أرهق خصمه فى وزن 46 كيلو جرامًا، وحقق أكثر من نقطة إلا أن الفوز لم يكن له حليفًا.. «عبدالرحمن فكرون» من مدينة طرابلس رغم ذلك كان مشاركًا بقوة فى بطولة الجودو العربية بالعلمين، فإن الرياضة لا تعرف الخلافات السياسية ولم يمنعه انتماؤه للمنطقة الغربية الليبية الواقعة تحت حكم «عبدالحميد الدبيبة» المنتهية ولايته، رغم ذلك شارك وبقوة وأعرب عن سعادته بوجوده فى مدينة العلمين التى انبهر بها كثيرًا.. أما اللاعب الكويتى «سلطان الشامرى» الفائز بميدالية ذهبية عن وزن 45 كيلو جرامًا، كان موضع اهتمام فريقه المشارك.. عبر «سلطان» عن فرحته بمشاركته فى البطولة، قائلًا: «فى العام الماضى كنت من زوار مدينة العلمين ولفت اهتمامى البطولات الرياضية المقامة ضمن فعاليات المهرجان، ولأنى أزور مصر كثيرًا مع أسرتى قررت أن أشارك فى بطولة الجودو لهذا العام، وكتب الله لى الفوز بميدالية ذهبية.. وإن لم أشارك فى أى بطولة سأعود إلى العلمين ما حييت».
غادرت الصالة المقامة عليها بطولة الجودو العربية، مترجلة بين جنبات المهرجان، قابلت مجموعة من الشباب لفت انتباههم إعلان على شبكة الإنترنت مطلوب فئة من الشباب للعمل خلال فترة الصيف فى العلمين، وبالفعل تقدموا للشركة المعلنة برغبتهم العمل فى موقع المهرجان.. ومن ثم جاءوا للعمل فى الخدمات المعاونة خلال موسم الصيف.. من بين هؤلاء الشباب، يوسف طالب بالصف الثانى الثانوى، وأحمد طالب السياحة والفنادق، وعمر الذى ينتظر نتيجة التنسيق ومعرفة الكلية التى سيلتحق بها.. أعربوا جميعًا عن حسن المعاملة من الشركة والتزامها بما جاء بالعقد المبرم بينهم من رواتب وتوفير أماكن الإقامة وتقديم وجبات غذائية، كل ما ورد بالعقد كان واقعًا.. ويعتزم هؤلاء الشباب العودة للعمل فى الأعوام القادمة.
ما بين فترة الظهيرة حتى غروب الشمس الجلوس إلى البحر والاستمتاع برائحة اليود هو الشغل الشاغل للجميع.. وأثناء المشى للوصول إلى الشاطئ تمر على ملاعب الكرة المختلفة من كرة طائرة وكرة قدم وغيرها من الألعاب وفقًا لما هو مقرر من جدول المهرجان.. ستجد أكثر من شاطئ، شاطئ خاص مقابل مبلغ مادى فى متناول الجميع ليس بالمبلغ الذى يجعلك تقرر تغيير رأيك فى أن تكون أحد رواده، وشاطئ آخر عام بدون مقابل تجلس على شاطئ بكر لم يسبقك إليه أحد تتنفس فيه نسيمًا عليلًا.. مياه صافية وأمواج هادئة تجذب إليها من لا يتقن فن العوم.. ستجد نفسك بين أحضان أمواج تداعبك بلطف.. ستمضى يومًا ممتعًا على شاطئ ساحر جميل، وإن كان أولادك فى حاجة إلى متابعة أنشطة أخرى فإن مهرجان العلمين 2024 يقدم لك كل يوم ما هو جديد من مفاجآت أكثر من رائعة لا يمكن أن تتوقع روعتها.
فى المساء السمر والسهر مع فنون الغناء والموسيقى والمسرح، فأنت على موعد مع نجوم الفن مع كل يوم جديد وفقًا لقائمة الأعمال الفنية التى اختارتها إدارة مهرجان العلمين فى نسخته الثانية.
لم أكن أرغب الشروع فى الكتابة عن مهرجان العلمين 2024 دون زيارة إلى أرض الواقع.. المكان يمنحك طاقة جديدة متجددة تكفى عامًا وأنت تشعر بالبهجة.. مكان يفوق الوصف.. نعم نحن فى العلمين الجديدة على أرض مصر، مدينة نتباهى بها بين الأمم من حيث الموقع والطقس والراحة والاستمتاع بكل ما هو ممتع تجده فى العلمين... إنها رحلة لم تكلفنا الكثير ونحصد منها الكثير.. زيارة تستحق، وإن كان لنا عمر أكرر الزيارة للعلمين الجديدة، كما أدعوكم جميعًا ألا تفوتكم فرصة الزيارة.. كما لا يفوتنا أن نقدم الشكر والتحية والإشادة بمجهودات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لمهرجان العلمين والنجاح المبهر.