إخلاء الضفة من سكانها.. الاحتلال يشعل الضفة الغربية ويبدأ مخطط التهجير
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم، حملة مداهمات واسعة في مدن الضفة الغربية المحتلة، ودارت اشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، امتدادًا للعملية العسكرية، التي أعلن عنها الاحتلال في شمال الضفة وستستمر لأيام.
وعلى إثر التصعيد المستمر في الضفة لما أعلنه الاحتلال تحت اسم "المخيمات الصيفية"، قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته إلى المملكة العربية السعودية والعودة إلى بلاده لمتابعة آخر التطورات والمستجدات في ظل العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية، والتي وسعت عمليتها اليوم لتشمل: "جنين وطوباس وطولكرم"، وحتى الآن أسفرت عن استشهاد 13 فلسطينيًا، وإصابة 11 آخرين، واعتقال العشرات وتدمير كبير في البنى التحتية.
حصار شديد وحظر تجول في جنين
وفرضت قوات جيش الاحتلال حصارًا مشددًا على مدينة ومخيم جنين، حيث أغلقت جميع الطرق والمداخل المؤدية إلى المدينة ومخيمها، مانعةً الدخول أو الخروج منها، وحاصرت المستشفيات، وهددت باقتحام مستشفى خليل سليمان الحكومي.
كما فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظر التجول غرب جنين، واعتقلت عددًا من المواطنين.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مركزًا لها في مخيم الفارعة جنوبي طوباس، واحتجزت طواقم الإسعاف.
أما في مدينة طولكرم أصبح الوضع الآن صعبًا جدًا، إذ يُحاصر الاحتلال مستشفيي ثابت ثابت والزكاة، وتخضع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أي مصاب يصل للتحقيق.
وتتركز العملية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، الذي تم تدمير الشارع الفرعي المؤدي إليه بعد تدمير الشارع الرئيسي من عدة أيام، ويسعى الاحتلال إلى عزل المخيم ومحيطه من البلدات والقرى أي نحو 50 ألف نسمة، بشكل أساسي، علمًا بأن هذا الشارع أيضًا يؤثر بشكل أساسي في جميع سكان المحافظة البالغ عددهم 200 ألف وتواصلهم مع بقية المحافظات، لأن مخيمي نور شمس وطولكرم في قلب المحافظة، وبالتالي هناك شلل كامل في الحركة في المحافظة.
يأتي هذا بالتزامن مع تصريحات وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف يسرائيل كاتس، بأن التعامل في الضفة الغربية يجب أن يتم بنفس طريقة تعامل إسرائيل مع غزة.
وقال كاتس: "يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف منذ الليلة في مخيمي اللاجئين جنين وطولكرم لإحباط البنى التحتية الإرهابية الإيرانية التي أقيمت هناك"، على حد زعمه.
وتابع كاتس: "تعمل إيران على إنشاء جبهة إرهابية شرقية ضد إسرائيل في الضفة الغربية، على غرار نموذج غزة ولبنان وذلك من خلال تمويل وتسليح الإرهابيين وتهريب الأسلحة المتطورة من الأردن، مستدركًا علينا أن نتعامل مع التهديد مثلما نتعامل مع البنية التحتية الإرهابية في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان وأي خطوات مطلوبة، هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها".
تأتي الهجمة الشرسة على مخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، في محاولة لتفريغ الضفة الغربية من سكانها ونزوح أعداد كبيرة من الأهالي، وتوسيع دائرة الحرب الإسرائيلية بالمنطقة.
